عبد الفتاح مصطفى
رغم الاحتجاجات و الوقفات التي نفدتها ساكنة الرشيدية ضد ا الوضع الصحي المزرى، وضد خدمات التطبيب الغير مستوفي لشروط الصحة العالمية، تبقى معاناة زوار مستشفى مولي علي الشريف الجهوي بالرشيدية قائمة وثابتة ... خاصة مع ظاهرة غياب الأطباء الاختصاصيين الغير مبررة، التي تتم عبر "التوافقات " بينهم ، ضاربين عرض الحائط قانون الوظيفة العمومية، والذي أصبح الأطباء يعتبرونه مكسبا لائقا لظروفهم .. رغم كل التنديدات و الاستنكارات التي عبر عنها المجتمع المدني و مواطنون و مرضى عبر عدة وقفات أمام المستشفى المذكور...
أكثر من 48 طبيبا اختصاصيا بما فيهم البعثة الصينية، في كل اختصاص اربعة او ثلاثة أطباء، لكن مواعيد الفحص والكشف وصلت الى شهر يوليوز من سنة 2017، مع ما ينتج عن ذلك من معاناة مضاعفة لذوي الامراض المزمنة في انتظار هؤلاء الاطباء الذين لا يعيرون للإدارة بما فيها الاقليمية و الجهوية و حتى المركزية أي اعتبار، التي نبهتهم عبر كتابات و انذارات، لكن لا حياة لمن تنادي . الأطباء الاختصاصيون بالرشيدية تركوا مقرات عملهم، و توزعوا على مصحات بالمغرب النافع، وعلى المصحتين المتواجدتين بالرشيدية . وحسب مصادر موثوقة فإن بعض الاخصائيين لم يطأوا المستشفى الاقليمي بالرشيدية منذ تاريخ تعيينهم ( حالة طبيبين الأنكولوجيا )، وأخرون لا يحضرون سوى يومين في الشهر، ومنهم من لم يلتحق قط منذ تعيينه، وتساءلت مصادرنا بالقول “انه العبث، والسؤال المطروح ما علاقة هؤلاء بذوي النفوذ السياسي والاداري بالإقليم والهيئات المهنية التي تحتضنهم في مصحاتها من اجل الكسب غير المشروع
غياب و تغيبات الأطباء المتخصصين بالمستشفى الجهوي بالرشيدية، يؤخر المواعد ويجبر المرضى على الرحيل الى فاس او الى الرباط ...و الى من يهمهم الامر:" الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى» ، مثل أصبح يتردد على ألسنة المرضى بمدينة الرشيدية، حين وصولهم إلى المستشفى عليهم الانتظار للظفر بموعد للتشخيص. أتعبهم الانتظار والترقب٬ وكأن قدرهم المعاناة مع مواعيد يتم تأجيلها بشكل متكرر، عليهم عد الأيام وانتظار حلول الأطباء المختصين الذين لا تتجاوز مدة زيارتهم إلى مستشفيات الرشيدية مرتين في الشهر، يتم خلالها الكشف على عدد محدود من المرضي فيما الباقي يتجرع مرارة تأجيل المواعيد التي تتجاوز مدتها الشهور ، ويتحول معها العلاج إلى رحلة شاقة والى كابوس ، يلزم المريض انتظار شهر بكامله او اكثر من شهرين او ثلاثة لكي يظفر بموعد للكشف ، كالكشف بالأشعة السكائر و الإيكوغرافيا ، تسوء معها الحالة الصحية للمريض ، مما يعرض صاحبه لمضاعفات خطيرة تصبح معها تكاليف العلاج مأساة حقيقية للأسر المعوزة التي تجد صعوبة في توفير ثمن الأدوية .
أما الكشف المبكر على سرطان الثدي وعنق الرحم، الذي يستدعي ضرورة وجود تكفل صحي متنوع وخاضع لكل المقاييس الطبية المعمول بها في العالم بهدف التقرب أكثر من مرضى السرطان ، فهو شبه منعدم بالرشيدية، رغم البناية التي بنيت من أجله وما زالت مغلقة و مهجورة تتآكل جدرانها و تتقادم بفعل تقلبات المناخ رغم تعيين أطباء في هذا الاختصاص الذين لم يلتحقوا بعد ، لتبقى نساء جهة درعة تافلالت الفقيرات و المعوزات ، يتسابقن مع الزمن للظفر بكشف قد يكون مفيدا وقد لا يكون ما دام القائمون على هذا الكشف ليسوا من ذوي الاختصاص
آما قسم المستعجلات الذى يستقبل مرضى من مدينة الرشيدية و من مدن جهة درعة تافيلالت ، فلا يشتغل به سوى طبيب واحد لأزيد من اثنى عشر ساعة في اليوم، ليبقى غارقا مع عدد المصابين الذين يتوافدون على القسم و الذي يزيد عددهم المائتين كل يوم ، حيث الاكتظاظ و المشاداة و نقص في الأدوية و المعدات وخاصة الممرضين ...
وضع مأساوي يعرفه القطاع الصحي بالرشيدية، ما دام الأطباء ذوي الاختصاص لا يلتحقون بمقرات عملهم، ولا يشتغلون بصفة مسترسلة طبقا للقانون، و لا يخضعون الى برنامج أسبوعي مسطر و معلق أمام الجميع ، كما هو الشأن بمصالح تحترم نفسها ( المحاكم، مديريات التعليم، الفلاحة، الماء و الكهرباء ...)، وما دام لم تتوفر الأطر الشبه الطبية الكافية، من ممرضين و ممرضات و الأعوان، في زمن تتخرج فيه هذه الأطر بالعشرات كل سنة، لتنضاف الى جيوش العاطلين .