محسن الاكرمين - مكناس / جديد أنفو
جولتنا الاعتيادية في الصحف الوطنية للبحث عن اهم خبر تداولته الصحف الوطنية ليوم " الثلاثاء " حيث نستهلها من جريدة "الصباح " التي اوردت ان : الشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية يستنفر الولاة والعمال لمواجهة الجريمة.. "التشرميل" عجل باجتماعات ماراثونية لوزير الداخلية مع مختلف الأجهزة والمواطنين لإعادة استتباب الأمن. مصادر متطابقة أوردت أن الاجتماعات دعيت إليها أيضا جمعيات المجتمع المدني والفعاليات التربوية في إطار التحسيس بالدور التشاركي للمواطن في معالجة مختلف القضايا.
اما جريدة " العاصمة بوست " فقد اكدت ان : وزارة الداخلية تتحرك بتعليمات ملكية للحد من الإجرام.. فقد قال بيان للوزارة إن جلالة الملك محمد السادس "أعطى تعليماته من أجل التنسيق الكامل لجهود مختلف المصالح الأمنية، وعلى رأسها الإدارة الترابية، لبذل المزيد من المجهودات للتصدي للظواهر الإجرامية التي تهدد أمن وسلامة المواطنين". وجاء في البيان "أن التعليمات الملكية السامية تأتي بعد تنامي أعمال الشغب داخل الملاعب الرياضية وبمحيطها وبعد ترويج أخبار وصور عبر بعض المواقع الاجتماعية تظهر أشخاصا يحملون أسلحة بيضاء ويستعرضون مبالغ مالية يتباهون بأنهم تحصلوا عليها بطرق ممنوعة مما يعطي الانطباع بعدم الإحساس بالأمن لدى المواطنين".
تعليق الموقع :
ناقوس خطر دق دون توقف، من اعلى مستوى، معلنا أن المجتمع بدأ يجنح الى رقعة ملوثة ب " التشرميل " إنهم شبابنا، صعاليك اليوم، و" سيبة " العصر الحديث ... شباب يعيش الإنسلاب الفكري للآخر المتحدي بالنمذجة الحياتية المثالية الزائفة . إنه الإنسياق التام نحو الإنبهار الحسي بالسلوكات الطفيلية للبورجوازية المسوق ضمن الفكر الجاهز المستورد ، والنخبوي بتجلياته الشكلية . وبمحصلة التغيرات الإجتماعية الداخلية المتلاحقة والمندمجة ضمن أوسع حقل للمعرفة الكونية الجارفة للقيم الدينية والوطنية السليمة ... إنها نكتة من نكت العصر، بورجوازية اللباس و" الحطة " الكاملة ... في حين ان فئة الشباب / الشابات " المشرملين " يعيشون عالة على أسرهم ومحيطهم الاجتماعي . انهم كراسي إعاقة المجتمع، متحركة بالعقل المغيب . رزقهم اليومي كمدخول من النهب والسلب و التخويف ، ثم التباهي بالغنائم في المواقع الاجتماعية . فعملية اظهار " الغنائم " ما هو إلا إنكار لقانون الدولة وتحد قوي لأمنها الداخلي وسلطتها " المخزنية " .انه السطو المعلن عليه في المواقع الاجتماعية علانية مع سبق الإصرار و الترصد.
وعندما عمدت إلى البحث عن الأسباب الكامنة وراء موضة " التشرميل " أيقنت أن الوضع يجب أن يسائل الجميع عن أسباب ظاهرة شبابية " التشرميل " هل انتقلنا من أخلاق العناية الحصينة ، الى أخلاق الأنساق الرمزية للإنسان ؟ هل أخفقنا جميعا " أسرة / مدرسة / مؤسسات اجتماعية / مجتمع مدني / دولة / فقهاء دين " في التربية وتنميط السلوكيات المدنية بمصداقية الاخلاق ؟ هل ظاهرة " التشرميل " هي نزق شباب سيخبو طيفها لاحقا ؟ أم ان عوارضها الخارجية ممتدة وتحتاج الى وقفة إصلاحية جرأتها بمتم اعادة الهيكلة الاخلاقية بمعايير القيم الكونية ؟ متم القول في هذه الزوبعة الفكرية ، إنه يمكن اعتبار هذه أسئلة أولية بعمومياتها ، ولكم الحق في توليد أسئلة أخرى ومعالجتها بصواب الحال .
لا نبحث عن " التشرميل " الحياتي فنحن نعايشه ونغض الطرف عنه فرادى و جماعات كل من موقعه . ولكننا ندفع الى فهم الظاهرة من جانبها الاجتماعي / السياسي / الديني / والأمني . ندفع الى تأطير انعكاسات السلبية على الاخلاق والسلم الوطنيين . لا نريد تسويغ فعل " التشرميل " ومد أصابع الإتهام الى الاخر ولو بموضع الغائب . لا نبتغي من أمرنا هذا جعل الدولة هي المسجب لنشأة فعل " التشرميل " ... ولكن نبتغي غاية أكثر من هذا ، وهي اعتبار ظاهرة "التشرميل " انفلات أمني ، وتصنيفه ضمن قانون الارهاب ،لا مناص منه في المستقبل القادم .