عمر حمداوي - الرشيدية / جديد انفو
 
في إطار احتفالية الذكرى المئوية لتأسيس قصر السوق (الرشيدية حاليا) التي ينظمها مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث بالرشيدية من 01 إلى 15 أبريل بشراكة مع ولاية جهة درعة تافيلالت ومجلس الجهة والمجلس الجماعي لمدينة الرشيدية ومجموعة من الفاعلين على المستوى المحلي والجهوي والوطني، يحتضن مقر المركز معرضا للصور الفوتوغرافية القديمة التي تؤرخ للمنطقة بمعالمها وأعلامها وأهم المحطات التاريخية التي عاشتها خلال عهد الحماية وإبان فترة الاستقلال.
 
كما يضم المعرض صورا تؤرخ للتواجد اليهودي بالمنطقة، والذي ما تزال آثاره بادية للعيان من خلال الملاحات وهي الأحياء السكنية التي لا يكاد يخلو منها قصر من قصور الواحة، والمعابد الدينية والمقابر، بالإضافة إلى أوراش الحرف والصناعات التقليدية، فضلا عن المواسم الدينية والطقوس الاحتفالية إلى غير ذلك من الآثار والبقايا التي تبرز بشكل جلي الحضور الفعلي لقيم التعايش والتساكن بواحة تافيلالت.
الذاكرة الفنية والرياضية لقصر السوق حاضرة بدورها، من خلال مجموعة من الصور التي تتيح لزوار المعرض فرصة الاطلاع على العديد من الوجوه الفنية والرياضية التي استطاعت أن تحجز لنفسها مقعدا في الذاكرة المحلية، وأن تبرهن للأجيال المتعاقبة على دور العفوية والتواضع والمحافظة والالتزام بالقيم المتعارف عليها داخل مجتمع قصر السوق في الحصول على وسام الريادة في عالم الفن والإبداع.
 
ويأتي تنظيم معرض الصور الفوتوغرافية، الذي تعتبر محتوياته بمثابة جسر بين الماضي والحاضر من جهة، ومرجعا مهما للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ المنطقة من جهة ثانية، في سياق حرص مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث على صيانة الذاكرة الوطنية للمنطقة، وإبراز صفحات تاريخية مجيدة ومشرقة من ماضيها العريق في جميع المجالات، واطلاع الناشئة والأجيال الصاعدة على جوانب هامة من ملاحمها البطولية ومقاومتها المسلحة للاستعمار، الشيء الذي من شأنه تحصين الانتماء والهوية المغربية، والحفاظ على مكتسبات الوحدة الترابية والسيادة الوطنية، ومواجهة كل التحديات لكسب رهانات الحاضر والمستقبل في إطار تنمية شاملة ومستديمة.