عمر حمداوي - الرشيدية / متابعة
 
في إطار احتفالية الذكرى المئوية لتأسيس قصر السوق التي ينظمها مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث بالرشيدية من 01 إلى 15 أبريل، والتي سطرت على رأس أهدافها تسليط الضوء على مجموعة من رجالات وملاحم المنطقة، نود في هذه الإشارة الخاطفة الوقوف عند الشيخ محمد بن العربي العلوي المدغري الحسني المعروف بشيخ الإسلام (1880 - 1964) الذي يعتبر بشهادة لسان الحال قبل لسان المقال من أعلام هذه الربوع الذين ذاع صيتهم وفاقت شهرتهم حدود الوطن، ومن الشخصيات البارزة التي لفتت انتباه الدارسين والباحثين والمهتمين بمختلف تخصصاتهم، كرس حياته في خدمة وطنه والدفاع عن حوزته والمساهمة في النهوض به في جميع المجالات، وما الدراسات والأبحاث التي كتبت حوله والمؤلفات التي تطرقت لحياته ونضاله وجهاده وفكره ومواقفه، إلا دليل قوي وبرهان ساطع على مكانة الرجل الذي استطاع بفضل آثاره بصم اسمه في الذاكرة المغربية بمداد من ذهب.
 
ومن بين الأعمال التي استوقفها فكر شيخ الإسلام ومواقفه التاريخية نذكر على سبيل المثال لا الحصر: كتاب السلفي المناضل الشيخ محمد بن العربي العلوي من خلال أعماله ومواقفه السياسية طيلة نصف قرن لمحمد الوديع الآسفي، وكتاب المناضل شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي 1880 – 1964 حياته وجهاده لعبد الرحيم الورديغي، وكتاب شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي لعبد القادر الصحراوي، وكتاب شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي السلفية المستنيرة (أعمال الندوة التكريمية المنعقدة بالمكتبة الوطنية بالرباط 03 يوليوز 2013)، وكتاب حياة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي العالم المفكر والمصلح المناضل لحماد القباج، وكتاب (جماعي) شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي السلفية الوطنية والديمقراطية: إعداد وتقديم عبد الصمد بلكبير، وكتاب بالفرنسية Cheikh Al Islam Mohamed Belarbi-Alaoui; Le néosalafisme et l’éthique dans la vie d’un grand Alem لموحى ختوش...
 
كما تطرق لحياة محمد بن العربي العلوي مجموعة من المؤرخين كعبد السلام بن سودة في كتاب إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع (الجزء 02) وكتاب سل النّصال للنّضال بالأشياخ وأهل الكمال، ومحمد حجي ضمن موسوعة أعلام المغرب (الجزء 09 والجزء 18) وعبد الكريم الفيلالي ضمن كتاب التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير، وثريا برادة ضمن الجزء 16 من معلمة المغرب، وأحمد عبد اللوي علوي في الجزء الثاني من مدغرة وادي زيز ص 255 والذي أشار فيه أيضا إلى كون والده – باسيدي ابت التهامي العلوي - قد ترجم لمحمد بن العربي في مخطوط فتح القدوس...إلى غيرها من المؤلفات التي يصعب الإحاطة بها في هذا المقام، دون أن نغفل ذلك الكم من المقالات المنشورة بجرائد ومجلات ورقية والكترونية باللغة العربية والأجنبية داخل وخارج الوطن.
 
إلا أن ما يسجله المتبع على المستوى المحلي هو الفراغ الحاصل في المبادرات والأنشطة الفكرية والعلمية التي من شأنها المساهمة ولو بالقليل في رد الجميل لهذه الشخصية التي جمعت بين العلم والسياسة والقضاء والدعوة، حيث لوحظ بأنه في مقابل تهافت ثلة من الباحثين من هنا وهناك على تناول حياة وفكر الشيخ محمد بن العربي العلوي، ظل مسقط رأسه - بالرغم من مرور أزيد من نصف قرن على وفاته - دون المستوى المطلوب، في سبيل إنصافه وإكرام جهوده العلمية وإسهاماته الفكرية، وتقريبه للأجيال الصاعدة كنموذج حي في الجد والمثابرة والعمل والعطاء من المهد إلى اللحد.
 
كما وجب التذكير بأن الإطار الجمعوي بالرشيدية الذي يحمل اسم "مؤسسة شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي للفكر والتراث" والذي يضم في عضويته مجموعة من الأساتذة الباحثين الذين أخذوا على عاتقهم هم التراث الفكري والعلمي لتافيلالت، مطالب بمعية باقي مراكز وفرق البحث في إطار الإسهام في تنشيط الحركة الفكرية والعلمية والثقافية بالمنطقة بضرورة تصدر طليعة الغيورين على حياة وفكر شخصية محمد بن العربي العلوي، الذي تردد آثاره في كل وقت وحين قول الشاعر: وظلم ذوي القربى أشدُّ مضـاضة - - على المرء من وقع الحسام المهند .