زايد جرو – سعيد وعشى - أرفود / جديد انفو
انعقدت ندوة فكرية أدبية فنية في موضوع المظاهر الجمالية في لغة الملحون، بدار تافيلالت للثقافة بأرفود، يوم السبت 6 ماي الجاري مساء ابتداء من الساعة السادسة مساء، بمشاركة الأساتذة : سالم عبد الصادق، سعيد كريمي ، ومبارك اشبرو ، في إطار الدورة الثالثة والعشرين لملتقى سجلماسة لفن الملحون، تحت شعار " فراجتو فكلامو " بحضور فعاليات مختلفة ونخبة من المتتبعين والمهتمين بالشأن الثقافي وبشعر الملحون.
استهل الأستاذ سالم عبد الصادق اللقاء بطرح تساؤلات محرقة ومحرجة، حول لغة شعر الملحون ، منطلقا من عنوان الندوة ومميزا بين الكلام والفرجة، بالعودة للأصل المعجمي، وللجذع اللغوي، لمكونات العنوان، مفصلا في مهوم الكلام باعتباره لغة ولسانا وتحققا ماديا للغة، وهو أنظمة وعلامات، وهو القدرة عند اللسانيين التوليديين، أما الفرجة فقد تكون حركة أوغناء أوانطباعا أوشعورا عند المتلقي.
الملحون في نظر الأستاذ سالم عبد الصادق فن عنيف بلغته، وتساءل بالقول :" هل الملحون شعر عربي فصيح أم هو خليط من اللغة العامية والدارجة ؟ ، مضيفا " لغة الملحون فلا هي لغة عربية، ولا هي لغة دارجة، بل هي لغة ."
ووقف الأستاذ في تفصيل إشكالات لغة الملحون بين المنشد والمتلقي، كما وقف عند مواضيعه المختلفة والمتنوعة من عبادات وحب الرسول، والحكم والعلاقات الإنسانية... ولم يفته الحديث عن شعراء الملحون الذين اعتبرهم علماء خارج المؤسسة الرسمية، الذين تعلموا الملحون موهبة وطوروه برؤاهم العصامية.
الأستاذ سعيد كريمي صنف الملحون في خانة الثقافة الطبيعية، ولغته من التعابير الأكثر بلاغة على المستوى الدلالي، والأكثر إنسية تعبيرا عن الثقافة الأصيلة قائلا " شعر الملحون عبر عن الإنسان المغربي العميق، وساءل مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية وهو ديوان المغاربة بامتياز، وعلى المؤسسات الرسمية أن ترد الاعتبار لهذا الفن غرضا وإنشادا ونقدا أيضا ". وأضاف " شعر الملحون هو اشتغال باللغة، وعلى اللغة، وحين نكتب فإننا نشتغل على اللغة بمستويات مختلفة ،منها الصواتي والتركيبي والبراكماتي والتداولي أيضا "
كما أصل كلمة الملحون بالعودة للأصل المعجمي مستشهدا بنقاد بحثوا في شعر الملحون، ومنهم محمد الفاسي وعباس الجراري، وابن خلدون ووقف عند مستويات لغته التي لا تلتزم لا بالنحو، ولا بالقواعد، بل هي لغة تمتح من العربية ومن لغة الشعب، وقارب هذه اللغة على المستوى الصواتي، والصرفي، والنحوي، وغير ذلك من المستويات.
الأستاذ امبارك اشبارو، توقف عند بلاغة الإمتاع والإقناع في شعر الملحون، وربطه بالإمتاع والمؤانسة، عند أبي حيان التوحيدي مضيفا : "إن شعر الملحون وظف المعجم الأمازيغي، فجمع بين اللغة العربية والأمازيغية، لإثبات الهوية المغربية ومن أجل التسامح اللغوي" ، وأضال : إن لغة الملحون هي لغة متميزة وخليط من اللغة، وشعراء الملحون هم الذين صنعوا الدارجة العربية"
كما قدم أمثلة من معجم الملحون الذي تختلط فيه العربية بالامازيغية والفصحى، وغير ذلك من المواضيع الفنية التي توقف عندها معية زميليه في اللقاء.
بعد انتهاء العرض تم فتح نقاش موسع حول قضايا الملحون واهمية الحفاظ عليه، وكيف يمكن تلقينه وإخراجه من دائرة الانغلاق.