محمد حجاجي - الرشيدية / جديد انفو ( الصور بعدسة مولود باسالم )

نظم عصر أمس يوم الجمعة 12 ماي 2017، بقاعة فلسطين بالرشيدية، حفل افتتاح المحطة الأولى (محطة الرشيدية) للقافلة الجهوية للفن التشكيلي، التي تنظمها "جمعية قافلة الفن بلا حدود" التي يترأسها الفنان التشكيلي النشيط سعيد نجيمة، كمدير للقافلة، بدعم من مجموعة من الشركاء (مجلس جهة درعة/تافيلالت، المجلس الجماعي للرشيدية، المديرية الجهوية للثقافة والاتصال...).

تضمن حفل الافتتاح، بعد النشيد الوطني، كلمات قدمها:

- سعيد نجيمة، عن جمعية قافلة الفن بلا حدود،

- ماليكي للا زهور، عن مجلس جهة/درعة تافيلالت،

- محمد عياط، عن المجلس الجماعي لمدينة الرشيدية.

أشادت الكلمات بمبادرة تنظيم التظاهرة الثقافية/الفنية وثمنتها وبينت أهميتها في التحسيس بالظاهرة التشكيلية والتربية على الذوق الفني، وتظافر جهود فناني الجهة في إبراز طاقات أبنائها وتلاحم جهودهم من أجل النهوض بهذا الفن الجميل وإشاعته بين ساكنة الجهة...

بعد الكلمات تم تقديم الفنانين التشكيليين المشاركين في التظاهرة، وإعطاء نبذة عن كل واحد منهم، وهم: سعيد نجيمة وم. علي الحمري ولحسن مصواب وياسين ألماس وسعيد أوداني ومحمد حداش ومحمد الزياني ورشيد بوسكري ومصطفى برجى وعبد اللطيف الجرفي.، وهم الذين تزينُ نماذجُ من لوحاتهم جنباتِ قاعة فلسطين، في معرض جميل يعطي صورة عامة عن فنهم وتصورهم للتشكيل...

نشط حفلَ الافتتاح الشابُّ هشام هاشمي.

بعد ذلك انعقدت ندوة ثقافية حملت عنوان: "التراث والتشكيل أية علاقة؟"، ترأسها الفنان التشكيلي لحسن مصواب وتدخل فيها كل من الأستاذين:

- عبد الصادق سالم، بمداخلة تحت عنوان: "الجمال في منظور الثقافة الشعبية: التراث المحلي نموذجا"

- وعبد الله بريمي، وكانت مساهمته بمداخلة تحمل عنوان: "التشكيل والتراث: نحو سيميائيات للذاكرة".

كانت المداخلتان متكاملتين وتناولت أولاهما وضعية الجمال والفن في الثقافة الشعبية والمحلية وتمييز السوسيولوجيين الغربين بين مستويين من الفن: الفن الراقي الجميل والفن في الثقافة الشعبية (الفن الفلكلوري السوقي) الذي لا يرقى إلى المستوى الأول، واعتبار المكركزية الغربية الفنَّ في البلدان غير الغربية (ومنها العربية/الإسلامية) من المستوى الثاني.
وانطلاقا من مقطع من قصيدة سيدي قدور العلمي التي منها هذا الشطر: "عشق الجمال طبعْ غْريزْ فْكل مَنهُ لبيبْ..." وضح الأستاذ المتدخل نظرة وتصور الفنان الشعبي (شاعر الملحون) للجمال وبالتالي للفن، ثم تطرق لنماذج من الفن الشعبي في منطقة درعة/تافيلالت من خلال الوشم والأزياء والحلي وتزيين العروس والعمارة والخط... ليخلص إلى أن قيمة الجمال حاضرة في الثقافة والفن الشعبيين...

المداخلة الثانية انطلقت من أن الاهتمام بالتراث والبحث فيه، تعبير عن الاهتمام بالثقافة وبالإنسان مبدع التراث.، وتعبير عن جزء مهم من الذاكرة، وبلورة لفكرة أساسية هي دور الفن في توثيق الذاكرة والتعبير عن الاستمرارية التاريخية لأي جماعة بشرية.

وقد عرض الأستاذ المتدخل مجموعة من لوحات بعض فناني جهة درعة/تافيلالت (نجيمة، السالمي، الزياني، موحى ملال، فاطمة ملال، شريفة الحمري...) ليبين علاقة الفن بالمعمار، من خلال ثيمات القصر والمعالم الدينية (الأضرحة) والقصبات والأبراج وأزقة القصور وزي المرأة وطريقة البناء وتناغم الخط العربي والأمازيغي واللباس الكناوي وظاهرة تغنجة والفروسية والموسيقى والرقص الشعبي وغزل الزربية وثقافة الرحل...

خلصت المداخلة إلى أن الفن التشكيلي يلتقط ألوانا من الثقافة الشعبية التي يتداعى بعضها إلى الانقراض، وإلى أن الفن والثقافة الشعبية تمظهرٌ لهوية مميزة ذات خصوصية ونسق سيميائي معبر عن ثقافة معينة ذات ثوابت، وفي نفس الوقت ذات ظواهر متجددة، فالهوية متحركة باستمرار...

فالتشكيل يؤسس الفن، والفن غوص في الذاكرة وتشييد لها وتعبير عن الهوية.. ومن هنا ضرورة الفن وأهميته ودوره في الحياة البشرية...

بعد الندوة قدم شريط مرئي عن "جمعية قافلة الفن بلا حدود": أهدافها، أنشطتها، دور الفنانين المنخرطين فيها، على الخصوص، في تدخلهم المكثف، لتزيين عدد كبير من المؤسسات التعليمية بالجداريات وغيرها وتنظيم ورشات للفن التشكيلي للأطفال والشباب...

تتضمن القافلة أيضا مناشط عديدة في برنامج حافل: معرض تشكيلي جماعي، رسم جداريات، تأطير ورشات، تكريم وجوه فنية محلية وجهوية... وتدوم أيام 12 و13 و14 و15 ماي الجاري .