جديد لنفو - متابعة

بعد المأساة التي وقعت جراء حادثة السير الخطيرة، أمس الاثنين، والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصا  وإصابة 38 آخرين، خرج أحد المواطنين ليعبر عن غضبه واستنكاره لما وقع، حيث نشر شكاية على إحدى صفحات مواقع التوصل الاجتماعي "فيسبوك"، يكشف فيها التجاوزات التي يرتكبها مالكو الحافلة.

وقال نفس المصدر في شكايته إنه كان قد سافر على مثن الحافلة "رقم 66762 ب 1"، التي تعرض لحادثة السير المميت،  يوم 25 ماي الماضي، من خنيفرة في اتجاه مكناس على الساعة الثانية عشر صباحا، موضحا أن "الحالة الميكانيكية للحافلة المذكورة كانت في وضعية جد سيئة"، كما أورد، أن "مساعد السائق كان يحمل ركاب فوق العدد المسموح به، وأن غالبية الركاب الواقفين أثناء الرحلة كانوا من المسنين".

وكشف ذات المصدر، في روايته، أن "ساعات الجحيم انطلقت عندما وصلت الحافلة إلى الطريق الرابطة بين خنيفرة ومريرت، حيث انفجر ممتص الصدمات فمالت الحافلة يمينا ويسارا مما أثار ذعر وخوف الركاب ليسارعوا بالصراخ وطلبوا من السائق التوقف، لكنه لم ينصع لطلبات الركاب، وواصل سياقة الحافلة في وضعية مائلة إلى أن بلغت محطة مدينة مريرت". يقول المواطن.

وأضاف، أنه خلال توقف الحافلة بالمحطة المذكورة، تطوع بعض الأشخاص للشروع في إصلاح العطب التقني بها، وبعد مرور ساعتين من الانتظار، طلب بعض الركاب من مسؤولي الحافلة استعادة أمتعتهم المحجوزة في مقصورتها، الشيء الذي قُوبل بالرفض ليدخلوا في شجار، فيما بيهم، ما اضطر إلى حضور رجال الشرطة ليتم تحرير ما يملكه هؤلاء الركاب، مبرزا نفس ذاته، أن "السائق قرر إتمام رحلته بالعطب التقني الذي لم يستطع إصلاحه، تاركا أكثر من نصف الركاب بمحطة مريرت دون أي حل"، على حد قول ذات المتحدث، موضحا، "أن العاملين بمحطة مريرت أكدوا أن الحافلة المذكورة تقطع المسافات بين المدن وتعمل بهذا العطب منذ ستة أشهر".

ولمعرفة رأي شركة النقل التي تحمل الحافلة شارتها ربط موقع القناة الثانية الاتصال بمسيري شركة "اليمامة" للنقل الطرقي، الذين أكدوا في تصريح لموقع القناة أن الشركة لم تعد تمتلك الحافلة.

عبد الله اليمامة، مسؤول بهذه المؤسسة، أكد أن الحافلة المعنية لم تعد تابعة للشركة، وأنه تم بيعها لشخص آخر في سنة 2016 بمدينة مكناس، مشددا في الوقت ذاته، على أن الشخص الذي اشتراها احتفظ بنفس علامة شركتهم واستمر العمل بها طيلة هذه الفترة الماضية.

وفي نفس السياق، أضاف عبد الله، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن الأعطاب التقنية المتكررة لهذه الحافلة دفعت بالشركة إلى التخلص منها وبيعها، مردفا أن الشركة أغفلت أن تسحب علامتها التجارية لحظة عملية بيعها.

وبعد بحث مضني، استطعنا الحصول على الرقم الهاتفي لمالك الحافلة الجديد، عبد الله مبرومي،  وحملنا إليه اتهامات وشكايات الركاب الذين سبق لهم أن واجهوا الموت المحقق على متنها.

عبد الله مبرومي أكد في تصريح خاص لموقع القناة الثانية أن الحافلة سليمة ولا يوجد بها أي مشاكل ميكانيكية، وحمل مسؤولية حادث خنيفرة إلى تردي المسالك الطرقية بالمنطقة.

وأضاف مبرومي أنه و بعد حادثة أمس الاثنين، حضرت لجنة وعاينت وضع الحافلة، وستكشف في تقريرها ما صحة هذه الادعاءات، وواصل دفاعه، بالقول، إن "الطريق التي سجل بها الحادث بها حفر وضيقة مما يصعب على مستعملي الطريق المرور في الاتجاهين"، مضيفا، أن "السائق حاول الهروب من شاحنة قادمة في الاتجاه المعاكس، لكن الأمر أدى بسقوط الحافلة بركابها".

وشدد ذات المتحدث، على أنه يحرص بشكل دوري ومستمر على إحالة حافلته إلى مصلحة المعاينة التقنية.

وفي ظل تبادل الاتهامات، بين من المسؤول عن فاجعة خنيفرة يبقى المواطن هو المتضرر بالدرجة الأولى، حيث أن اللامبالاة للمشاكل التقنية والميكانيكية للعربات، وغياب المراقبة على الطرقات من طرف المصالح المعنية، فضلا عن الإفراط والتهور في السرعة، عوامل مجتمعة ترفع من عدد ضحايا حرب الطرق.. فمزيدا من الوعي والحذر فالحياة لا تقدر بثمن..   

المصدر: نقلا عن 2m.ma