زايد جرو - جديد انفو / متابعة

الدلاح  الذي أنتجته ضيعات زاكورة والنواحي  والرشيدية بطريق بودنيب ،منذ شهرين أو يزيد كانت له السمعة الطيبة في الجودة بالأسواق المغربية منذ أول جني له ، فتسابقت الشاحنات بمختلف الأحجام والأعمار من كل الأمصار ،من  أجل الشحن ، فأصبحت طريق النيف وتزارين وزاكورة والرشيدية وكأنها مؤدية للموانئ ، السرعة والشحن والتتابع.... السائقون يتسابقون ويتثاءبون من العياء  وقلة النوم بأكتاف عارية وبعيون جاحظة وسط مقصورات القيادة لإيصال الشحنة قبل صياح الديكة لبيعها في الأسواق بثمن  عال يفوق بكثير ثمن الشحن بالجملة ،والمتفرجون الفضوليون المراقبون دون أجر على حواف الطرقات يتابعون بأعناقهم شحنات الدلاح المتتابعة بعضهم يقول " وَ شوف الدلاح أَمَسْكين " والبعض الأخر يتحسر على استنزاف المياه الجوفية ،والفلاحون منتشون من الرواج الفلاحي الذي لا يدوم إلا بعض الأشهر، ويجب استغلال الظرفية قبل أن ينضج دلاح دكالة او عبدة  أو بركان ..

في رمضان هبطت  قيمة  أسهم سوق الدلاح وتراجعت  إلى أدنى مستوياتها في الشهر الحالي ، حسب مؤشر العرض والطلب في المعاملات  بأبواب الأسواق المغربية ،  ونزل الثمن إلى (5 ) دراهم ليس للبرميل طبعا ،بل للدلاحة الواحدة ،والبيع بالكيلو حسب شطارة المشتري وحسب طمع البائع، والغفلة حاضرة بينهما بكل تأكيد بكلام  أهل تافيلالت،  وتترواح الأثمنة بين درهم، ودرهم ونصف للكيلو، وأعلاها درهمان ... يأخذ البائع "دلاحته"  يضربها من كل الجهات وتسمع لها طنينا قويا ،او باردا  كطبل شاخ جلده ..ولا يهم... يقول البائع  إنها دلاحة " واعرة " تأخذها وحتى لو لم تكن ثقيلة ،تضعها فوق الكتف ليرى الآخرون حجمها، وهي ثقافة المغاربة في التبضع والاستهلاك ... تفتحها قد تجد فيها ما يطيب وما تشتهيه النفس، وقد لا تجد فيها غير البياض، المهم أنها دلاحة تأكلها أو تعصرها وهي حمراء بلونها الطبيعي أو حمّروها  بادوية وبألوان خاصة حتى خجلت من الحياء ،  ويصاحب أكلها  كلام  من نوع خاص " زينة هاد الدلاحة ،ف الحقيقة غير سخونة،،،حلُوةّ وخا بيضا ، كْثير فيها لعضام ، قشرتها غليضة ...) بغض النظر عن الماء الذي يسيل من جانبي الفم  "المشروم " في الأكل ، ويسقط بالتتابع  فوق الفراش كالسقي بالتنقيط ، وتبدأ ربات البيوت بالزفات المعتادة مع الآكلين.

 

أثمنة الدلاح الحالية بخسة بسبب الكثرة وضعف الاستهلاك ، وبسبب رمضان ربما الذي يكثر فيه استهلاك كل شيء حتى الكلام والنميمة  بالليل والنهار ،في البيوت والشوارع والهواتف والوات ساب ،والمواقع الاجتماعية ...والخسارة كبيرة مستقبلا للمياه الجوفية بالجنوب الشرقي الذي تستنزف فرشته الباطنية ،وسيصعب على عروق النخيل الوصول الى عمق الأرض لامتصاص الرطوبة وستدَمر الواحات بهذا النوع من الزراعة التي تعاطى لها الفلاحون بشكل غريب ،إلى جانب زراعة "سويهلة" والتي لا تقل حالا ووضعا وحظا عن الدلاح... فمن سينقذ الوضع  بالجنوب الشرقي ، ومن يستطيع إيقاف الفلاحين أو تقنين هذه الفلاحة ،تجنبا للخسارة المستقبلية ؟ سؤال  محرج ومحرق، وجوابه سيلفه النسيان والغموض واللف والدوران حتى الموسم المقبل بحول الله ،فكم حاجة قضيت بنسيانها ،أو بتركها او بوضع لجن لها لإقبارها ، كلجن الحوار الاجتماعي ولجن التتبع والمراقبة والمصاحبة ولجن اليقظة ولجنة الحراك ورئيس اللجنة ولجنة اللجن....