زايد جرو - تنغير / جديد انفو

مؤسسة ابراهيم بن ادهم التأهيلية بتنغير  من المؤسسات التي تم إحداثها أواخر التسعينيات  لتجنب الانقطاع المبكر للمتعلمات والمتعلمين الذين يسكنون بتودغى العليا أو نواحيها، والذين كانوا مرغمين على قطع  مسافة طويلة للوصول إلى مؤسسة زايد احماد  التأهيلية لاستكمال الدروس الثانوية ، المؤسسة جمعت في انطلاقها نخبة من الإداريين  ومن الأساتذة بدون مزايدة جمعهم الحس التربوي والمسؤولية المهنية فكونوا أجيالا مثقفة هم الآن في مناصب مختلفة داخل الوطن وخارجه.

الأطر التربوية بدورها لن تنسى أخلاق المتعلمين والمتعلمات  بالمؤسسة و الذين ساهموا بدورهم في إعلاء شأن الفعل التربوي بها  بمجهوداتهم وتنافسهم وعملهم، والكل لن ينسى طبعا عون الخدمة  عبد المجيد عيشي القليل الكلام والمتواجد  بها بالليل والنهار وفي أي وقت جئته لا تسمع منه إلا كلمة مْرحبا " و"اللي عطى الله هو هادا" ولا على لسانه إلا" كلمة سي فلان " خدماته كبيرة وجليلة من الماء للكهرباء للمذكرات واستنساخ الأوراق.. ولا تراه غاضبا إلا قليلا، وتنعدم فيه كما هو  عند  الكثير من الأعوان النميمة  ونقل الأخبار، وهو أمين يؤتمن في عمله حتى ساعة تقاعده في الشهر الماضي.

عبد المجيد عيشي حين يدق جرس الخروج مساء  يطل من الساحة بقامته القصيرة وشعره المشوك  نحو جميع الأقسام ،وحين يحس بان الحركة هدأت ولا أحد غير الريح ،يطلق كلبه الكبير والعجيب الذي يتحرك دون انقطاع وبحاسة شم قوية ،وويل لمن اقترب من المؤسسة ويبقى نباحه مسترسلا ودون انقطاع حتى الصباح المبكر ليعود لمربضه حتى المساء وكم حزن على مُعينه حين وافته المنية، لأنه ليس من النوع الذي يبخس أو يمسخ أو ينسى بسهولة خدمات الآخرين له ولو كانت من حيوانات عجماء.

أخلاق الرجل طيبة ولن يتكرر مرتين، وسيغادر المؤسسة من أجل السن الذهبي وهي الفرصة التي سيرتاح فيها ولو قيلا من تعب الحياة وصداع الرأس مع الجرس ومع تجدد المديرين الذين يشكرونه جميعا على عمله وخدماته.

مؤسسة ابراهيم بن ادهم علت بمجهود الجميع رغم التفاوت في الجدية والعمل ...والذي ظل صامدا أبيا رغم تغير الأطر هو عبد المجيد عيشي الذي خبر بحسه النقدي الذي اكتسبه بالتجربة كل السلوكيات ، ونتمنى له طول العمر، والمؤسسة ستفقده أكيدا كما فقدت السيد امحمد عبي ومحمد نافعي ومحمد البهيدي ومحمد البدوي وهم رواد الإدارة  الأوائل الذين تركوا بصماتهم في تاريخها وقد بدأت ولادة  مشرقة  لها منذ السنة الماضية في شخص مديرها الجديد السيد "حمو ورهي " وستكون الخسارة الكبيرة  إذا غادرها بدوره من جديد، والأمل معقود عليه لإرجاعها إلى ما كانت عليه أيام الريادة ،وهو قادر على صنع الحدث ،ولن يكل  في ذلك كعادته في كل المؤسسات التي عمل بها.

عبد المجيد عيشي العون صاحب الدراجة النارية القديمة التي لا تقهرها عقبة امزيلن هو فنان أيضا يشتغل على الجبس في لوحاته الفنية ذات التيمة التاريخية حول القصور والقصبات، وقد زارته  كاميرا جديد أنفو ببيته لالتقاط صور للوحاته واليكم بعض الارتسامات حوله.