جديد انفو - متابعة ( في الصور الضحية رشيد بن حسي )

لقي الناشط الأمازيغي، رشيد بن حسي المعروف ب"المستور"، حتفه وهو يحاول العبور إلى إيطاليا، وذلك عقب غرق قارب يحمل مهاجرين سريين كان بينهم الضحية، غير بعيد عن الشواطئ الليبية.

ويعتبر "المستور"، البالغ من العمر 26 سنة والحاصل على الإجازة في شعبة السوسيولوجيا، أحد النشطاء الامازيغيين المعروفين بالجنوب الشرقي، وينحدر من دوار أيت تومرت بجماعة إغيل نومكون، بقلعة امكونة، إقليم تنغير .

ودفعت الأوضاع الاجتماعية الصعبة الناشط الأمازيغي  إلى السفر إلى  ليبيا أوائل شهر أبريل الماضي، بغرض الهجرة إلى إيطاليا انطلاقا من السواحل الليبية،  لكنه تعرض للنصب في مبلغ مالي قدره 30 ألف درهم من قبل أشخاص، فحاول العودة إلى المغرب عبر تونس للهروب من عصابة للهجرة السرية بمسراطة الليبية، بحسب ما أورده الناشط الأمازيغي منير كجي في تدوينة له على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.

وأكد كجي أنه حاول إقناعه عن العدول عن فكرة الهجرة السرية، لكن دون جدوى.

وتداول نشطاء على الموقع الإجتماعي الفايسبوك، آخر رسالة للمرحوم رشيد بن حسي وهو يغادر مدينة ورزازات شهر فبراير الماضي في اتجاه ليبيا كما يفعل الكثير من شباب المغرب العميق على اختلاف مستوياتهم ممن يعانون من الفقر والتهميش، ولا يتوانون عن تقديم أنفسهم قربانا لشبكات مختصة في تنظيم الهجرة إلى الفردوس الموعود.

وقال "المستور" على حسابه بـ”فيسبوك”: “سنغادر هذا الوطن آجلا أو عاجلا .. سنغادره ليس حبا في أوطان غيرنا، سنغادره لأننا مجبرون على المغادرة، مجبرون لأن من يحكمنا بقوة الميتافزيقا أحكم قبضته على العقول. سنغادره أيضا لأن أفراده غارقين في السادية غير مبالون وغير مهتمين كل يجري إلى تحقيق رفاه نفسه”.

وتابع المرحوم قائلا: “مجبرون على المغادرة لأننا مهددون، مهددون بالتأديب من طرف مزاليط الوطن وبالقهر من طرف مافيات السياسة، لي أم ستشتاق إلي ستكون بحاجة إلي حين لم تقدر على المشي حين ستصاب بالزهايمر ستكون بحاجة إلي أذكرها بشبابها آخذ بيدها إلى سقف منزلنا الآيل للسقوط تستمتع باخضرار شجر اللوز”.

وأضاف "المستور"، “سأترك أخي الصغير عرضة لعنف ابن الجار الذي يشتغل رئيس جماعة قروية هو الذي لم تدخل قدمه يوما قسم المدرسة سأترك أخي أيضا عرضة لعنف الطبيعة وأنا من يكسيه، سأترك أختي الصغيرة أيضا يتحرش بها صديقي بعد أن كنت أحميها من هجمات الأوغاد سأتركها وحيدة تواجه وحوش أدمية”.

وختم تدوينته قائلا: “سأترك أيضا والدي الذي كان يتمنى أن أكون نموذجا يسد به أفواه أصدقائه سأتركه يستيقظ قبل طلوع الشمس يستغله غني القرية مقابل درهم يكسو بها أخي الصغير.. سنترك هذا الوطن حين ماتت فينا كل ملكات الإنسان ليكون مكانها أنا وبعدي الطوفان، مجبرون على المغادرة، قبل أن نغادر هذا العالم بشكل نهائي”.

وطالب العديد من أصدقاء الراحل في تدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي بضرورة تدخل الجهات المسؤولة لفتح تحقيق في شبكة التهجير السري لشباب المنطقة، حيث تمكنوا من إغراء العديد منهم للتوجه إلى ليبيا للهجرة إلى إيطاليا، ولقي بعضهم حتفه غرقا في حوادث كثيرة كما وقع في حادث غرق قارب لمئات المرشحين للهجرة السرية أمام السواحل الإيطالية خلال شهر ماي من العام المنصرم، وكان يضم عشرة أشخاص من إقليم تنغير تمكن ثمانية منهم من النجاة عبر السباحة وبمساعدة البحرية الايطالية في حين ما يزال مصير اثنان آخرين مجهولا إلى حد الان.