أحمد بيضي

بتحدي التلميذة ميمونة بجات، من الثانوية التأهيلية طارق بخنيفرة، لإعاقتها الجسدية، وحصولها على شهادة الباكلوريا، شعبة الآداب العصرية، دورة يونيو 2017، لم يفت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بخنيفرة، تعميم بلاغ في الموضوع، تعرب فيه عن تقديرها لهذه التلميذة وتفوقها على وضعها الخاص بعزم وإرادة قويين، بعد كفاح طويل ومعاناة قاسية مع الصعاب والعراقيل لتلتحق بدرب النجاح وتسير فيه جنبا إلى جنب مع باقي زميلاتها وزملائها، حيث علقت المديرية الإقليمية أنه بنجاحها وحصولها على شهادة الباكلوريا، تكون التلميذة ميمونة بجات قد أعادت الثقة لفئة أمثالها من الأطفال الذين يعيشون وضعية خاصة، وتقول للجميع أنه “لدينا قدرات وأننا لا نشعر بنقص”.

ولم يفت بلاغ المديرية الإقليمية اعتبار التلميذة ميمونة نموذجا يحتدى به في التحدي، حيث تمكنت هذه الأخيرة، بفضل الثقة الكبيرة في نفسها، ومساعدة الأشخاص المحيطين بها، اقتحام مجال التحصيل والدرس، وأن تتحدى الإعاقة الجسدية وتعتمد على قدراتها الذهنية والفكرية بالرغم من الصعوبات التي واجهتها منذ التحاقها بالسلك الابتدائي، ولم تستسلم على مدى 22 سنة من عمرها للإحباط أو الفشل.

واستنادا لذات البلاغ، تحكي التلميذة، ميمونة، بافتخار واعتزاز، عن المساعدة الكبيرة التي قدمتها لها أمها المطلقة، وهي تحملها على ظهرها لمسافة حوالي كيلومترين لتوصلها إلى فرعية “الصبان”، التابعة لمجموعة مدارس تاجموت، إقليم خنيفرة، حيث تابعت دراستها إلى أن حصلت على شهادة الدروس الابتدائية، لتبدأ معاناة أخرى بعد انتقالها للسلك الإعدادي، حيث قضت مدة الدراسة بأيت إسحاق بعد أن تكفل بها والدها إلى حين حصولها على شهادة الدروس الإعدادية.

وبتشجيع من أساتذتها، تم تنقيل التلميذة ميمونة إلى مدينة خنيفرة بعد أن تخلى عنها والدها، حيث التحقت بدار الفتاة بثانوية طارق بمساعدة الأم وزوجها وبعض الأشخاص المتعاطفين، من أساتذة ومديرين وأطر من المديرية، وأصبحت قريبة من المؤسسة التعليمية، وتؤكد التلميذة ميمونة، في شهادة لها، قدمتها للمديرية الإقليمية، أنها تلقت دعما نفسيا وتربويا واجتماعيا فائقا من طرف كل المحيطين بها (تلميذات وتلاميذ، أساتذة وأطر إدارية وجمعيات….)، وكان بديهيا أن تلفت التلميذة ميمونة الأنظار إليها باعتبار تحديها الدراسي إنجازا في استحضار الإكراهات المتصلة بإعاقتها والوضع الذي تعانيه عائلتها.