أحمد بيضي – جديد أنفو ( الصورة تعبيرية)
 
في تقرير خاص، تلقى الفريق الصحي للدائرة الصحية القباب، إقليم خنيفرة، حوالي الساعة السابعة مساء، من يوم الثلاثاء 30 يناير 2018 ، "نداء استغاثة" من أهالي مواطنة مريضة، بمنطقة اغزافن، دوار مولاي يعقوب، التابع للجماعة القروية سيدي يحيى أوساعد، بالقول إن المعنية بالأمر قد ألمت بها وعكة صحية صعبة جراء البرد القارس والصقيع، على ما يبدو، إثر التساقطات الثلجية المهمة التي تعرفها المنطقة.
 
وبعد إبلاغ الرؤساء بالموضوع، تمت عملية التنقل، بعد نصف ساعة من النداء، حيث انطلق الفريق الصحي المكون من الدكتور عماد برجيج، الطبيب الرئيسي للدائرة الصحية القباب، والممرض عبد الواحد الراشدي عن المركز الصحي القباب والممرض إبراهيم حوشت عن المركز الصحي سيدي يحيى اوساعد، إضافة إلى سائقي سيارتي إسعاف، نحو عين المكان الذي يبعد عن خنيفرة بحوالي 75 كلم، ويقع على ارتفاع حوالي 1800 متر، للحاق باللجنة المكونة من عناصر السلطة المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة.
 
وبعد الوصول إلى دوار مولاي يعقوب، حيث كانت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي، وأهالي الدوار، فوجئ الجميع بامتناع أسرة المريضة عن إخراج المريضة لإسعافها، بدعوى صعوبة تجاوز مسالك المنطقة المكسوة بالثلوج إلا بطائرة هيلوكبتر، وبعد أخذ ورد، اضطر الفريق الطبي تحدي المغامرة ثانية للدخول إلى الدوار من أجل المعاينة، وفي سبيل ذلك كان لزاما على هذا الفريق شق طريق "تيحونا نايت ويدير"، دائرة أغبالة، على مشارف الحدود مع إقليم بني ملال، تفاديا لعبور الغابة وما له من تبعات، من اصطدام بالشجر والحجر أو التيه.
 
وبعد تمكن الفريق من بلوغ محيط "تيحونا نايت ويدير"، بعد العاشرة ليلا، ومؤشر البرودة بالسيارة يشير إلى 10 درجات تحت الصفر، لم يجد الفريق من خيار ثان غير طي المسافة المتبقية على مسافة حوالي 8 كيلومترات، مشيا على الأقدام، بالنظر لكثافة الثلوج التي بلغت 60 سنتيمترا تقريبا، يستحيل قطعها بالسيارة، والدواب يصعب عليها بالتالي الخطى مثقلة، وأثناء الوصول إلى المنزل المقصود ومعاينة المريضة، البالغة من عمرها 30 سنة، تبين خلال الكشف الطبي أنها تعاني من تعفنات حادة على مستوى القصبات الهوائية السفلى، وبسببها دخلت مرحلة من فقدان الوعي.
 
و بعد تقديم الإسعافات الأولية للمعنية بالأمر، حسب التقرير، تقرر العمل على ضرورة نقلها إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة للتكفل بها على وجه السرعة قبل تفاقم الوضع، ما ضاعف معاناة الفريق الطبي، من حيث كان لزاما عليه نقلها يدويا باستعمال وسيلة بدائية، عبارة عن حمالة سيارة الإسعاف،على طول المسافة المثلجة، بمساعدة أهالي الدوار وعناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي، لتنطلق رحلة العودة بنقل المريضة للمستشفى الإقليمي الذي بلغته حوالي الرابعة والنصف صباحا.