حسن كجوط * - جديد انفو / متابعة

 صدر للأستاذ الباحث والكاتب المغربي رشيد الحاحي، عن منشورات "درا ميديا"، كتاب جديد بعنوان "الهوية وقضايا الأمازيغية والإسلام السياسي والحريات"، وهو كتاب فكري من أربعة فصول، الهوية في إطار نظري متعدد، والهوية في خطاب الحركة الأمازيغية، والهوية والجمهرة وأبعادهما في خطاب الإسلام السياسي، والحقوق والحريات بين هاجسي الهوية والتحديث.

تناول خلاله المؤلف بالتحليل والنقد خطابات الحركة الأمازيغية والحركة الإسلامية والحركة الحقوقية، باعتبارها أبرز الحركات والتيارات الاجتماعية في المجتمع المغربي وأكثرها امتدادا وحضورا في سياق تجاذبات النقاش العمومي والخطابات والمشاريع التي تروم التأثير في اختيارات المجتمع والدولة وتغيير منظومات القيم والحياة الاجتماعية والسياسات العامة.

كما تناول الباحث أيضا  في المؤلف الخطاب الرسمي للدولة، وكيفية التعاطي مع بعض الأحداث التي عرفها فضاء المجتمع خلال السنوات الأخيرة، وما صاحبها من ردود ونقاشات حادة، وذلك في محاولة لتحليل طبيعة مشاريع هذه الحركات والخطابات التي أنتجتها، ولفهم جانب أساسي من التحولات الإجتماعية وتطورات الحياة السياسية والثقافية والحقوقية في المجتمع المغربي، ولمنح قيمة مضافة لهذا النقاش الفكري الذي لا تخفى امتداداته الإجتماعية والسياسية، ومكانته الفعلية في تناول جل قضايا المغرب المعاصر بما في ذلك التطور الديمقراطي والحقوقي، وتحرير الإمكان الإنسي والتنموي، وبلورة منظومة ثقافية وقيمية تعددية واختلافية، والتمكين لخيار الحداثة والمواطنة والعيش المشترك.

وعلى ظهر الكتاب نقرأ: "إن مجموع النقاشات الفقهية والخطابات الدعوية التي تؤسس عليها تيارات الإسلام السياسي مشاريعها وتصوراتها في فضاء المجتمع وفي مجال التنافس والصراع القيمي والإجتماعي والسياسي، هي ذات منطلق وهدف هوياتي تحدده طبيعتها ومرجعياتها وطموحاتها في الدنيا قبل الآخرة. وخطاب التعدد اللغوي والتنوع الثقافي وتصحيح اختيارات الدولة في هذه المجالات كما تبلور في الخطاب الأمازيغي، هو مشروع يسعى إلى تغيير نظرة الفرد والمجتمع إلى الذات والكون انطلاقا من وعي هوياتي مختلف. كما أن نقاش الحقوق والحريات ومواضيعه البارزة ومنها التي طفت على سطح النقاش التشريعي والجنائي والحقوقي خلال السنوات الأخيرة، كالمساواة والحريات الفردية ونبد كافة أشكال الميز، هي بدورها مرتبطة بتطورات المجتمع وتفاعلات القوى والمشاريع والخطابات التي يعرفها، وعلى رأسها خطاب التيارات الإسلامية المحافظة من جهة، وخطاب التيارات والقوى الديمقراطية والحقوقية والليبرالية من جهة أخرى، مما يؤكد أنه بدوره يثير في العمق إشكالا ونقاشا هوياتيا واضحا. لهذا ارتأينا أن يشكل سؤال الهوية على المستوى المنهجي والمعرفي الخلفية الناظمة للدراسات الفكرية التي يتضمنها هذا الكتاب، وذلك انطلاقا من تأسيس نظري وتناول تحليلي ونقدي لخطاب الحركة الأمازيغية والإسلام السياسي والتيار الحقوقي المناصر للحريات والتعاطي الرسمي للدولة، انطلاقا من أهم المفاهيم والكتابات والمقولات الخطابية والمرجعية المعرفية والاجتماعية التي تنبني عليها، وكذا الأحداث والنقاشات التي صاحبت تناميها وحضورها في فضاء المجتمع والحياة الثقافية والسياسية خلال السنوات الأخيرة".

*حسن كجوط : مدير شركة DRAA MEDIA