أحمد بيضي - خنيفرة / جديد انفو

في جو حميمي متميز، نظمت الثانوية التأهيلية أبو القاسم الزياني بخنيفرة، حفلا تكريميا على شرف مجموعة من أطرها التربوية والإدارية وأساتذتها المحالين على التقاعد، ومدرسيها المدعمين للتلاميذ بحصص الدعم، وتلاميذها المتفوقين خلال الأسدس الأول، وعرف الحفل حضورا لافتا ووازنا من أسرة التعليم، والمفتشين والمدراء والتلاميذ، وجمعية الأمهات والآباء، وأصدقاء وزملاء المحتفى بهم، يتقدمهم المدير الإقليمي للتربية الوطنية ورئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية، حيث تم إبراز مناقب المحتفى بهم ومسيرتهم المهنية، وكذا الأطر التربوية التي تم التنويه بها، إلى جانب كلمات تحفيزية ألقيت في حق التلاميذ المتفوقين.

الحفل الذي قام بتسييره ذ. مصطفى داد، افتتح بكلمة للمدير الإقليمي للتربية الوطنية، ذ. فؤاد باديس، أبرز من خلالها ما يميز الحفل التكريمي من دلالات أساسية في حق الأساتذة المتقاعدين، ومن خلالهم كافة نساء ورجال التعليم، لما يقومون به من دور طلائعي في المجتمع العام، وفي الرقي برسالة المدرسة العمومية والمنظومة التربوية عامة، معتبرا الحفل لحظة اعتراف ورد الجميل للذين سيغادرون الساحة، ومتمنيا لهم مسيرة موفقة وحياة سعيدة بعد كل ما بذلوه من جهد على مدى سنوات العمل في سبيل تكوين الناشئة والأجيال بكل تفان في العمل الذي ستظل بصماته خالدة.

ومن جهته أكد مدير المؤسسة، ذ. الطيبي أوحطي، على اعتبار المناسبة “لحظة تأمل في المسار المهني للأطر المحالة على التقاعد، بعد مسيرة طويلة من العطاء والتضحيات الجسام في أداء رسالتها النبيلة وتسخير وتعبئة طاقاتها من أجل تأطير وتكوين وتربية أجيال شكلوا ويشكلون نخبة من الأطر الوطنية”، واصفا هذه الأطر ب “الشموع التي تضيء من حولها وتذيب نفسها لإنجاح مسؤوليتها بتفان وتضحية”، ولم يفته التنويه بفئة الأطر التي تعمل على تقوية قدرات التلاميذ بحصص من الدعم التربوي، إلى جانب الأطر التي وصفها بجنود الخفاء لتعوُّدِها على تقديم المساعدة لإدارة المؤسسة كلما حلت مناسبة الامتحانات الاشهادية، في حين تطرق بالمناسبة للتلاميذ الذين حققوا نتائج طيبة خلال الأسدس الأول، ولجهود مكونات جمعية أباء وأمهات التلاميذ.

أما ذ. زاهيد بوحاميدي، فعبر من خلال كلمته، باسم جمعية أمهات وآباء التلاميذ، عن ارتياح جمعيته لهذه المبادرة التكريمية، لما تحمله من دلالات “تبرز متانة العلاقات بين أطر الثانوية، من إداريين وأساتذة ومفتشين، مع أمل أن تترسخ ثقافة العمل التشاركي بين كل الفاعلين والمهتمين بالشأن التربوي، لما فيه من خير على منظومتنا التربوية”، مؤكدا أن محطة الحفل “ليست لحظة تكريم عابرة، بل هي تجديد الصلة والتواصل مع أطر خدمت هذا البلد ردحا من الزمن، وتخرجت على أيديها أجيال وأجيال”، كما هي “وقفة للتأسيس لثقافة الاعتراف بالجميل بما تم تقديمه من تضحية ونكران للذات، كمدخل لتوثيق أواصر المحبة بين الأطر التربوية”، ومن سمات الحفل أيضا أن جمعية الأمهات والآباء سنت سنة حسنة، قوامها الاعتراف بما بذل من طرف الأطر المحتفى بها.

ولم يفت ذ. زاهيد بالتالي التأكيد على أن “التكريم يُشعر المحتفى به بقوة الانتماء إلى الأرض والأمة والشعب والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل”، ويزداد هذا الإحساس قوة عندما “يكون التكريم من زملاء في المهنة، ولا تخفى على أحد أهمية أن يكرم المربي أثناء حياته وهو محاط بأهله ومعارفه، وتكريم الإنسان المربي يعني الاحتفاء بالتربية أولا، وبالموقف الإنساني ثانيا”، ومن الواجب التأكيد أكثر على “أن نساء ورجال التربية لا يمكن أن يثنيهم إنهاء الخدمة عن مواصلة العطاء من المحبرة إلى المقبرة، والتعليم والتكوين من المهد إلى اللحد”، حيث أن إحالتهم على التقاعد “لا يعفيهم من مواصلة تبليغ رسالتهم التربوية في المجتمع”، بما يتوفرون عليه من خبرة وتجربة في التأطير والتكوين والتوعية وإبداء المشورة والتوجيه.

وقد تميز الحفل بتقديم شهادات وهدايا للمحتفى بهم من المحالين (أو الذين سيحالون) على التقاعد، وعددهم 11 أستاذا، هم محمد كونبر، زهور إقابور، عائشة الحنزوزي، محمد تعوانين، علي مو، محمد بن هدي، محمود رسو، حياة حجوجي، سعيد أموزيغ، حمادي محفوظ ومحمد عمراني، كما لم يفت المنظمين الاحتفال ب 4 تلاميذ تحدوا الإعاقة من أجل البناء والإنتاج والمعرفة، وهم فاطمة لمخنطر، عمر وزين، فاطمة آيت عمر وعبدالصمد باري، بينما تم الاحتفال ب 20 تلميذا وتلميذة حصلوا على معدلات متقدمة خلال الأسدس الأول من السنة الدراسية الحالية، بمستويات الجذع المشترك والأولى والثانية باكالوريا علوم، والتي تراوحت بين 18,97 و18,02، في حين قام المنظمون بتسليم شهادات تنويه ل 8 أساتذة من الطاقم الإداري للمؤسسة، وأخرى ل 11 أستاذا يقدمون حصص الدعم التربوي.

وأسدل الستار على الحفل المتميز بانتقال الجميع إلى حفل شاي أقيم على شرف المحتفى بهم وكل المدعوين، حيث صرح المحتفى بهم بتشكراتهم العالية لمنظمي الحفل الذي أدخل في نفوسهم الكثير من البهجة، واعتبارهم الحفل بمثابة جزاء ملموس لهم على ما قدموه من خدمات لهذا الوطن وأبنائه، وهي المناسبة التي لم يفت فيها مدير ثانوية أبي القاسم الزياني، خلال كلمته أمام الحضور، دعوة الجميع، كل من موقعه مسؤوليته، إلى النظر بعين العطف والتقدير إلى المؤسسة، كمعلمة تاريخية عريقة، وما تمثله من مكانة خاصة في وجدان وذاكرة ساكنة المدينة.