أحمد بيضي 

زحف العشرات من سكان دواوير تقع بجماعة لهري داخل النفوذ الترابي لقيادة لهري أكلمام أزكزا بخنيفرة، في مسيرة سلمية على الأقدام للمطالبة بفتح تحقيق في عملية توزيع إعانات مؤسسة محمد الخامس التي شابتها اختلالات عديدة، أشار المحتجون إلى بعض المتورطين فيها بالإسم، وهي المسيرة التي استنفرت السلطات الأمنية بالإقليم، التي نزلت عناصرها على الطرقات المؤدية لمركز مدينة خنيفرة، وقد شاركت في هذه المسيرة عدة دواوير منها آيت اعزة، آيت مساعد، آيت حدو، آيت اعزيز، آيت سيدي علي وآيت الحسين.

وبعد قطعهم لعدة كيلومترات، تمكن المتظاهرون من تجاوز حاجز القوات العمومية، على مستوى منطقة أروكو، وشق طريقهم عبر الجبال والهضاب والمسالك الوعرة، تفاديا للاصطدام وإصرارا على تنفيذ مسيرتهم بشكل سلمي، ما حدا بعناصر من القوات العمومية إلى السير خلفهم، بينهم عدد من المسنين والمرضى، حيث واصلوا طريقهم، حاملين عدة أعلام وطنية ولافتة تطالب ب «تفعيل الدستور في ما يتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة»، ويافطات تندد بالمحسوبية والزبونية والرشوة والفساد، ولم يفت أحد المحتجين الكشف عن وثيقة تفضح عون سلطة عمد إلى التشطيب على اسم مواطن معوز واستبداله بآخر عقب عملية توزيع الإعانات المخصصة لسكان هذه الدواوير.

وعلى طول «حراك المسيرة» لم تتخلف «التنسيقية المحلية لمناهضة الفساد» عن مؤازرة المحتجين، وفي تصريح لمنسق هذه التنسيقية، عبدالعزيز الإبراهيمي، شدد على «ضرورة فتح تحقيق شامل في موضوع الإعانات المخصصة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن»، و»حَذّر السلطات من التمادي في المقاربة الأمنية وإغلاق باب الحوار في وجه مشاكل واحتجاجات ساكنة المنطقة والإقليم»، في المقابل فشل رئيس جماعة أكلمام أزكزا في تهدئة الوضع بعد أن واجهه المتظاهرون بتصريحات قوية.

وفي الوقت الذي كان فيه المتظاهرون يقطعون الجبال، عمد رجال الدرك إلى قطع الطريق في وجه بعض السيارات، وتم سحب وثائق السياقة من ثلاثة سائقين، قبل استردادها خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الدرك بخنيفرة، وذلك بعد وصول المسيرة الاحتجاجية إلى مدخل المدينة ومطالبة المشاركين فيها بتشكيل ممثلين عنهم لطاولة الحوار الذي جرى مع مسؤولين بعمالة الإقليم الذين وعدوا بالعمل على فتح تحقيق جدي في موضوع الاختلالات التي شابت الإعانات المذكورة، بينما لم يفت بعض المحتجين المطالبة برفع مظاهر التهميش والهشاشة التي تتخبط فيها دواويرهم اجتماعيا واقتصاديا.

المصدر: جريدة