سليمان محمود - تنغير / متابعة
شارك 21 فيلماً في مهرجان تنغير للسينما في دورته الثانية الذي نظمته «جمعية فن، شباب بلا حدود» تحت شعار "السينما التنغيرية: ذاكرة وإبداع"، أيام 17 و18 و19 أبريل الجاري بالمركب الاجتماعي التربوي بتنغير، بشراكة مع المجلس البلدي لتنغير.
وتميَّزَ المهرجان بحضور لجنة تحكيم وازنةٍ تمثلت في الممثل المغربي فريد الركراكي، والمخرج السينمائي موراد بوسيف، والفنانة البلجيكية جولي جاغوفسكي، وأستاذ السينما محمد بكيير، كما تميز أيضاً بمشاركة أفلام قصيرة من إبداع مدن مغربية عديدة (سلا، مكناس، طنجة، ورزازات، الرباط، تزنيت، ميدلت، الريش، خريبكة، الدار البيضاء، أكادير، تازناخت، تنغير)، فضلا عن حضور فيلم قصير عن مدينة تولوز الفرنسية، مما أطفى طابع الوطنية على المهرجان، ونفحات من صفة الدولية.
وقد افتتح المهرجان بكلمات رسمية، أعطى مشعل انطلاقها عامل إقليم تنغير، ثم رئيس المجلس البلدي، ومدير المهرجان، وأعضاء لجنة التحكيم.
وكان أول ما عُرِضَ على الحضور هو ملخص لأفلام دولية مشهورة تم تصوير مشاهدها في تنغير، وكان أولها منذ سنة 1943. وهي المشاهد التي كانت من بين مفاجئات المهرجان في دورته الثانية، والتي رسخت جانبا من شعاره (السينما التنغيرية : ذاكرة وإبداع)، حيث إن تنغير كانت محط اهتمام مخرجين عالميين كبار منذ أربيعنيات القرن الماضي، وهو ما أكده الممثل الركراكي في كلمته الافتتاحية، حين اعتبر أن هوليود افريقيا تستحقه تنغير أيضا.
وعرف المهرجان طيلة أيامه الثلاثة ورشات تكوينية في الفترات الصباحية، ويؤطر النظريَّ منها الأستاذُ عبد اللطيف عطاش، فيما يؤطرُّ المخرج موراد بوسيف الجانب التطبيقي منها، حيث تم عرضُ فيلم حول حقوق الإنسان، ووثائقي بعنوان La Couleur du sacrifice من إخراج المؤطِّر بوسيف، وتمت مناقشتهما. واختتمت الورشات بحضور المستفيدين في عملية تصوير فيلم وثائقي بعنوان: homme d'argile يحكي عن استغلال المواطنين المغاربة في الحرب الفرنسية آنذاك. وقد تم تصوير كل المشاهد المرتبطة بالمغرب في مدينة تنغير، نظراً لما تزخر به المنطقة من مؤهلات ستجعل منها القطب السينمائي للجنوب الشرقي.
وفي اليوم الختامي للمهرجان الذي حضره عامل إقليم تنغير، ورئيس المجلس البلدي، ورجال من السلطات المحلية، وفعاليات المجتمع المدني، ومخرجو الأفلام القصيرة المشاركة، وممثلو منابر إعلامية محلية، تم تكريم أعضاء اللجنة التنظيمية التي أعلنت عن فوز:
- فليم Ten dollars لمخرجه سعيد ربيع من مدينة ورزازات بالجائزة الأولى للمهرجان،
- فيلم Et moi ! لمخرجه الحسين شاني من مدينة الريش بالجائزة الثانية للمهرجان،
- فيلم Pions لمخرجه مهدي الإدريس من مدينة أسفي بالجائزة الثالثة للمهرجان،
كما فاز الفيلمان:
- Innocence لمخرجه يوسف الطويل من مدينة مكناس بجائزة لجنة التحكيم،
- Many tongues.. One human being لمخرجه سليمان محمود بجائزة الفيلم المحلي.
وتم تكريم كل المشاركين في المهرجان بشواهد تقديرية، وتذكار رمزي تشجيعاً لكل المخرجين الشباب على إبداعاتهم السينمائية التي أمتعت الجمهور التنغيري، وتبادلت معه ثقافة مدنها التي جاءت تمثلها في تنغير، لتكون السينما التنغيرية ذاكرةً وإبداعاً.




