أحمد بيضي - جديد أنفو / متابعة في الصورة الضحية وحفيدتيها )
 
في موكب جنائزي مهيب تم تشييع ضحايا "فاجعة ميدلت" التي اهتزت لوقعها أرجاء المدينة، مساء الثلاثاء المنصرم، حيث لقيت سيدة، في عقدها الخامس، وحفيدتيها، سلمى (5 سنوات) وليان (4 سنوات) مصرعهن اختناقا في تسرب غاز البوتان المنبعث من سخان مائي، ببيت يقع بزنقة الحدادة، قرب حمام البيضاوي، حيث تم تحرير محضر بالواقعة ونقل جثت الضحايا إلى مستودع الأموات بالمدينة، تحت إشراف النيابة العامة، قبل تسليمها للأسرة قصد الدفن، حيث أقيمت، في اليوم الموالي، صلاة الظهر على أرواح هؤلاء الضحايا بمسجد مولاي عبدالعزيز بآلمو، وتشييع جثامينهن إلى مثواهن الأخير، بمقبرة آيت برتات، وقد عم الألم والأسى مختلف الأوساط بإقليم ميدلت التي ما تزال تتحدث عن الفاجعة.
 
ويتعلق الأمر بالفقيدة (زينب علوي مصباحي)، التي أحيلت، قبل حوالي شهرين، على التقاعد، بعد سنوات من الخدمة كمستخدمة بباشوية المدينة، في حين يتعلق أمر الحفيدتين بابنتي ابنتها (هند بازيد) المتزوجة بألمانيا، وتقطنان معها بالبيت، منذ حوالي أربعة أشهر، إلى حين شاءت الأقدار الإلهية أن يقع الحادث المروع، في الليلة التي كانت أمهما تستعد للمجيء إلى أرض الوطن لأخذ طفلتيها للديار الألمانية، إذ قامت جدتهما باستعمال حمام البيت لتنظيفهما تحضيرا لاستقبال أمهما، دون أن تدري أن حياتهن ستنتهي بغاز السخان المائي.
 
وقد تم اكتشاف جثت المتوفيات من طرف صديقة للجدة، كانت قد حددت معها موعدا للقاء يهم قضاء غرض شخصي، واتصلت بها أكثر من مرة على هاتفها دون أي رد، ما أجبرها على الذهاب إليها شخصيا، فطرقت باب البيت دون أي مجيب أيضا، قبل مشاركتها الجيران الذين قاموا بإطلالة من النافذة ليفاجؤوا بمشهد الجدة وهي مطروحة على الأرض، فتم إخطار السلطات المعنية التي هرعت إلى عين المكان، حيث كانت الضحية جثة هامدة، بينما جثتي الحفيدتين بإحدى الغرف، وعليهما أثار الاستحمام.
 
وصلة بالموضوع، كان مسرح الواقعة قد شهد تجمهرا كبيرا للمواطنات والمواطنين، قبل قيام عامل الإقليم شخصيا، وعناصر من السلطة الإقليمية والمحلية، بزيارة مواساة لبيت الأسرة المكلومة، جنبا إلى جنب مع عدد من المنتخبين ومكونات المجتمع المدني، حيث تم تقديم واجب العزاء، حيث أن الجدة الضحية هي شقيقة زوجة عبد الله علاوي، الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بميدلت، وعضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين، والغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات، الذي من خلاله تم تعزية زوجته، ووالدة ووالد الحفيدتين، وخاليهما الطبيب الجراح بوجدة، وباقي أفراد الأسرة، سائلين العلي القدير أن يلهمهم جميعا الصبر والسلوان، ويتغمد الفقيدة وحفيدتيها برحمته الواسعة وجناته الخالدة.