جديد انفو - قلعة امكونة / متابعة

إذا كانت بدايات التعاطي لزراعة الورود العطرية، في قلعة مكونة خصوصا ومنطقة دادس على وجه العموم، غير معروفة بالتحديد، فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن هذه النبتة الجميلة تشبه إلى حد كبير الورود العطرية التي يتم إنتاجها في دمشق ومصر وتونس، والتي تضاهي في جودتها ومنافعها الورود العطرية المنتسبة إلى مناطق جغرافية أخرى في أوربا (فرنسا وبلغاريا وتركيا ) وآسيا (ايران وباكستان والهند).

وباستطاعة أي زائر للمنطقة أن يلاحظ بأن زراعة الورود العطرية بقلعة مكونة تتم على امتداد مجاري السواقي التي تخترق بساتين المنطقة، وكذا على طول الممرات الفاصلة بين البساتين, ويلجأ مزارعو منطقة دادس ومكون إلى تقنية الإفتسال لمضاعفة عدد شتائل هذه النبتة، التي يكتمل نمو ورودها في منتصف شهر ابريل من كل سنة. وتستمر فترة الجني لمدة تصل حوالي 30 يوما، حيث يشكل هذا المنتوج الزراعي المحلي أحد أهم موارد العيش بالنسبة للساكنة المحلية التي تتعاطى للنشاط الزراعي.

وفي السنوات الاخيرة اسس مجموعة من الفلاحين الصغار بالمنطقة تعاونيات وشركات لتثمين الورود العطرية بالمنطقة التي يزداد الاقبال عليها خصوصا والمنطقة تحتضن سنويا ملتقى دولي للورد العطري والذي وصل هذه السنة دورته 56، ومن المشاريع الناجحة بالمنطقة تجربة مستثمر مغربي عمل على إنشاء ضيعة فلاحية بضواحي مركز قلعة امكونة بموصفات عصرية على مساحة تقدر ب 50 هكتار خصصها بالكامل لزراعة الورد تعمل عاملات تشتغل في الغالب من منتصف شهر ابريل الى منتصف شهر ماي من كل سنة على قطفه ليتم التوجه به مباشرة الى وحدة للتحويل تم إنشاءها بجوار الضيعة لاستخراج «الدهن المركز» المستخلص من هذه النبتة الذي تعمل الشركة على تصديره الى مختبر تابع للشركة بدولة فرنسا من اجل تحويله منتجات متنوعة تقوم على الورود ( ربورتاج من القطف الى التصدير الى فرنسا في الفيديو اسفله )

وتستخدم الورود العطرية ومشتقاتها في عدة أغراض تأتي في مقدمتها الاستعمالات الطبية والتجميلية, إضافة إلى صناعة الحلويات والمثلجات وغيرها.

كما أن «الدهن المركز» المستخلص من هذه النبتة والذي يسمى محليا ب«أمازان»، يستعمل في الجراحة حيث يساعد على انتشار الأنسجة، فضلا عن كون التجارب المختبرية أبانت عن كونه يحتوى على مواد مضادة للسرطان.

وتحتل الورود العطرية المغربية مكانة مرموقة على الصعيد العالمي، حيث يتموقع المغرب في الرتبة الثانية بعد بلغاريا من حيث كميات الإنتاج. بينما يصنف الدهن المركز المستخلص من ورود قلعة مكونة في الرتبة الثالثة وراء فرنسا وتركيا.

ومقابل ذلك فإن المخثر المستخلص من ورود قلعة مكونة ودادس ما فتئ يعرف إقبالا متزايدا في الأسواق الأجنبية، كما يعتقدون أن المخثر المستخلص من الورود يعاد تقطيره من جديد قبل توجيهه للاستعمال المتعدد الأوجه، وهذا ما يدفع إلى ضرورة التفكير بجدية في بلورة تصورات ملائمة لتثمين منتوج قلعة مكونة ودادس من الورود العطرية، شأنه في ذلك شأن العديد من المنتجات المحلية في مناطق مختلفة من المملكة.