يوسف الكوش - تنجداد / جديد انفو

يعتبر الإبداع والفكر الدعامات الأساسية لتطور أي أمة نحو الأفضل، وهنا عندما نتحدث فنحن نود أن نشير إلى أرض هنا ، غالبا ما يصفها الكثيرون بالمغرب العميق أو الغير النافع ، ومن وسط رمال هذه المغرب العميق ، أبى صوت شعري عميق، إلا أن يلوح في أفق الإبداع ويغير النظرة النمطية ويصلح سكة قطار الإبداع ، ليعطي له نفسا جديدا ...

نحن هنا ، نتحدث عن مبدعة الجنوب الشرقي الفتاة العصامية التي أنهت دراستها العليا بمدينة الرشيدية وحازت على الإجازة في الدراسات الإسلامية، لتكمل طريقها في سبيل الزيادة في طلب العلم، لأنها تؤمن بالتفاني ونكران الذات، و واصلت المسير لتصبح أستاذة ومؤطرة تربوية لأبناء منطقتها المنسية، بالإضافة إلى عملها الجمعوي المتواصل من خلال عضويتها في جمعية تعنى بالشأن الثقافي وتأطيرها لمجموعة من الأنشطة التي تستهدف الفئات العمرية الشابة لتجعل الجميع ينبض علما .

فهي تنبض بنفس جديد عندما تسمع كلماتها الشعرية ترسم لك طريق الإبداع الثقافي الرصين ، حاولت بذلك أن تناضل لتحجز لها مكان في وسط الساحة الفكرية والثقافية وبشهادة الجميع وخصوصا المبدعين منهم .

حسناء إنسانة تنبض إبداعا، و هي مقبلة على تطوير نفسها .

وحصلت حسناء على عدة جوائز من خلال مشاركاتها في مهرجانات ومسابقات . كانت تحصل منها على المراتب الأولى لتستمر على نفس النهج لتتوج مسيرتها هذه الأيام بتوقيع أول إصدار لها ، وهو ديوان شعري تحت عنوان :" قارة الحيرة " لشاعرة الواحة والجنوب الشرقي حسناء جردان ، هذا الديوان الذي تم إصداره هو ملخص لمسيرة نضالية بقلم مبدع نسائي الذي يقول كلمته الأخيرة ،" قارة الحيرة " بستان يحتوي على ورود وقصائد شعرية عديدة من كل الأصناف ومعالجة لمواضيع إنسانية مستوحاة من الواقع المعيشي ، وأيضا يتناول تجربة ذاتية لشاعرة تكتب حروفها ببراعة وصدى كلماتها يرن في صميم الفؤاد انتقت الشاعرة عنوان ديوانها ليكون شاملا ويعالج عدة مواضيع متنوعة ...فهو غني بصور إنسانية وجمالية تذكرنا بشعراء الكلمة الموزونة والهادفة .

حديثنا عن حسناء لم يأت من فراغ بل إنه قلم يستحق أن يصل رغم كل الظروف المادية والتفكير النمطي يكفينا فخرا أن شاعرة الجنوب الشرقي تحدت الصعب والمستحيل لتنثر حبات الأمل في صحراء منسية تعطي الانطلاقة للقلم المبدع كي يواصل المسير ، فكلنا نفتخر بهذا الإصدار ونشجع هاته الكاتبة والمبدعة على أن تواصل الطريق حتى يتأتى للأجيال المقبلة أن تبدع .

ففي ظل عصر السرعة وإهمال الفكر هناك أناس لازالوا يؤمنون به ويضحون ولو في الكواليس كجنود خفاء لأنهم عماد الأمة ، فالأمة التي لا تقرأ تموت . هنيئا للجنوب الشرقي بأبنائه ولكن هاته المرة الفرحة مضاعفة لأن القلم شاب وبلغة التأنيث المبدعة والقلم النسائي الحر الذي وجب دعمه بشتى الوسائل و الأشكال... هكذا عرفنا ولو قليلا بحسناء التي نتمنى منها أن تواصل وتكمل الرسالة النبيلة وكل من سار على الدرب وصل .