زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

"سوحليفة" العمل الفني الدرامي المعروض بالقناة الاولى المغربية في رمضان، يعكس سلوكيات تربوية غير سوية في المجتمع المغربي  وهو انعكاس للفعل اليومي للتربية من داخل المنازل، في غياب تام لاحترام رأي الطفل وموقف الطفل في الفضاء الأسري ... والمتجول بسوق الرشيدية هذه الأيام ليلا  يصادف بباب كل دكان سوحليفات  حقيقية دون ان يدرك الكبار  سبب تعقد سبل التواصل مع الأطفال  في هذه الايام المباركة.

التربية بالجنوب الشرقي خاصة بجهة درعة تافيلالت ذات طابع تقليدي قاس جدا، ولا هامش لحضور الطفل ، ولا لرأيه إلا في الناذر بمبرر الصغر في السن  وضعف  إدراك  عالم الكبار، وهي السلوكيات التي جعلت من ساكنة تافيلالت جيلا  منكمشا  محتشما صامتا متقبلا   ومتحملا للضرر  تحت وقع ودلالة عبارة " حشومة " وعبارة "ليس من عاداتنا ذلك "، وغيرها من التبريرات التي تستند على اجترار نموذج  تقليدي متجاوز في التربية.

ابواب الدكاكين بالسوق ملآى  بالأمهات مع  "سوحليفاتهن " في غياب تام للآباء، ولا وجود لهم لسماع دروس أطفالهم ، ولا يهتمون بالحضور  وكأنهم أشباح في لحظات حرجة تتطلب الأب والأم لسماع رأي الأطفال ولو مرة في كل مناسبة  لتلبية الرغبات حسب المستطاع أو بالإقناع لتأجيل بعضها لزمن آخر.

التربية التي تلقاها الأطفال بتافيلالت مخالفة للرسالة التوجيهية التي تبلغها السوحليفة حيث تعتبر الساكنة أن هذا السلوك فيه نوع من التطاول على مهمة واختصاص الآباء  ،وتعلم الأطفال نوعا من "دْسارة" على الكبار  لأن  الاسر  ترفض نقد الذات والاعتراف بواقع سلبيات التربية التقليدية المبنية على اجترار النماذج الجاهزة  فصبوا غضبهم وابدوا انزعاجهم  من  "السيتكوم" فأمطروه بالانتقادات ،لكن ذاك  الموقف  مردود للتحولات التربوية والنفسية للمجتمع المغربي .

الدعوة موجهة للآباء هذه الأيام ليصاحبوا أبناءهم للسوق لتقليص هوة التباعد  ولو لبعض الوقت بدل التمدد لساعات طوال  بكراسي المقاهي دون علم ،بل وفي جهل تام لكلام سوحليفاتهم  بأبواب دكاكين بيع الملابس   حيث البكاء والصراخ  اللذان لا ينتهيان  في الغالب الا بالعنف والتعنيف .

السيتكوم  عمل فني  تربوي نقدي يستحق الاهتمام  والمتابعة والمشاهدة و هو وسيلة فنية لإيصال رسائل تربوية  غير مشفرة للآباء  والأمهات والمدرسين،  فمن  خلال العرض القصير  يدرك المتتبع  بالملموس   حقيقة السلوك  المعوج وعواقبه غير   التربوية  ، ويجب متابعته  بوعي  ايجابي  لتصحيح الكثير من الانزلاقات في نقل تجارب تربوية  جاهزة  ومتجاوزة .