زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو
مؤسسة سجلماسة التأهيلية بالرشيدية ذاكرة تاريخية بجهة درعة تافيلالت ،هي أم ونبع وأرض خصب معطاء ،ومنهل للعديد من المتعلمين الذين مروا بقصر السوق سابقا والرشيدية حاليا طالبين التعليم ،والتعلم من مدرسي من مختلف الجنسيات .
بدأ التدريس في المؤسسة منذ الثلاثينيات ومازالت الوثائق بالأرشيف حية وشاهدة رغم مرور الزمن ،وكانت بنيتها انذاك لا تتعدى خمس حجرات، ليكبر بها حلم اهالي المنطقة ، فاتسعت هذه البنية لتحتضن بين الأذرع الجميع ، الدراسة فيها تأسست ،والنضال فيها نشأ ، وفن الخطابة والجدال فيها اشتعل ،وبها الحب والعشق وكلام الهمس سار على ألْسن الحالمين والعاشقين ،فسجلت بكل هذا التنوع الحضور الفعلي والمادي والرمزي بذاكرة كل من مر بداخلها أو حتى بجوانب أسوارها.
العمل بها أعلى من شأن ومكانة المدرسين والمسؤولين والمسيرين فكبرت المديمة وكبر بها الحلم وتعددت وسائل النقل وازدحمت الشوارع وبدأت معاناة المتعلمين الذين يدرسون بالقاعات المجاورة لشارع مولاي علي الشريف تكبر أيضا ، حيث ينعدم التواصل احيانا ويضطر المدرسون والمدرسات الى ايقاف الدروس حيث يستحيل الاستمرار في التلقين لكثرة ضجيج الشاحنات وأصوات المنبهات وسيارات الإسعاف والوقاية المدنية والشرطة والدرك والقوات المسلحة حين تمر عرباتهم الثقيلة ... وقبل الامتحان الوطني الموحد لامتحانات البكالوريا الدورة العادية 2018 عملت الاكاديمية الجهوية لجهة درعة تافيلالت على إصلاح العطب بتثبيت زجاج عازل للصوت لكل القاعات المجاورة للشارع والذي بلغ عددها ب (11 ) قاعة فمرت الامتحانات بشكل عاد وبراحة تامة للمترشحين ،وهي التفاتة قوية جدا لحفظ الذاكرة الجماعية التاريخية بدل التفكير في اغلاق الجناح او تحويله لمآرب اخرى، وقد عبر التلاميذ المستجوبون عن ارتياحهم لهذه المبادرة وأكدوا على اهميتها واعتبروها فاعلة ،ووجهوا رسائل لزملاء الصف الدراسي من أجل الحفاظ على ممتلكات المؤسسة وعدم اتلافها لتقليص نسبة هدر زمن التعلم .
وفي تصريح للأستاذ احمد اوشادي مدرس مادة التربية الاسلامية قال :" اشتغلت في هذه القاعات المجاورة للشارع الرئيسي لمدة ( 15 ) سنة وعانيت، لكن الحمد لله الآن بهذا الزجاج العازل حقيقة تقلص الصوت والصداع ، وأتمنى ان يكون هذا العمل بداية لأعمال أخرى تستفيد منها مؤسسة سجلماسة لاحقا ...والمطلوب الآن هو الحفاظ على هذا المكتسب الذي طالبنا به عدة مرات ،وما على الجميع الا المحافظة عليه.."
وأضاف رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ حسن بيان بالقول " من بين الشروط الأساسية للتواصل هو الإنصات الذي يستوجب مجموعة من الشروط : منها ما يتعلق بالرغبة الذاتية ومنها ما يتعلق بالمحيط .. وثانوية سجلماسة التي تعتبر ثانوية قديمة ،وهي على الشارع ،وفي مكان عمومي فيه حركية كثيرة تعاني من ضجيج كبير ومن مشوشات كثيرة التي مصدرها الطريق التي تعيق العملية التعلمية او التواصلية بين المدرس والمتعلم ...حاليا نشكر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة درعة تافيلالت ،لأنها ساهمت في التقليل بشكل كبير من هذا الضجيج ومن عوامل التشويش التي تعيق العملية التعليمية التعلمية."
وفي كلمة لمدير المؤسسة عبد الوهاب الماحي قال : " نثمن هذه المبادرة التي قامت بها الأكاديمية والمتمثلة في تغيير زجاج القاعات المطلة على شارع مولاي علي الشريف ،هذه القاعات التي يصعب التدريس بها بالنسبة للمدرسين والمتعلمين، فحركة السير أصبحت كثيفة جدا ،وبالتالي يصعب في بعض اللحظات الاستمرار في التلقين .."
وأضاف " نريد الحفاظ على الذاكرة ،ونريد الحفاظ على علاقة المؤسسة بالرشيدية لكونها أقدم مؤسسة فمدة طويلة عاشت هذه القاعات في مشاكل ، الضوضاء والحركة والمنبهات.. لكن ولله الحمد فمنذ انطلاق الامتحانات الوطنية أحس التلاميذ ومراقبو الجودة والإجراء براحة تامة لكون نسبة الصوت تقلصت بنسبة كبيرة وكبيرة جدا... وألتمس من التلاميذ الحفاظ على هذه المكاسب لأنها تثلج الصدر".
واليكم بقية الربورطاج بالفيديو والصور.