أحمد بيضي - جديد أنفو / متابعة
منذ أن قرر القضاء الفرنسي السماح للكنيسة الكاثوليكية في بوردو بإحراق جثة المهاجر المغربي حسن النبيري، تلبية لطلب زوجته الفرنسية، والتحركات تجري على قدم وساق بين أسرة المعني بالأمر وبين الرباط وباريس لوقف القرار المروع، وبينما تصر الزوجة الفرنسية على عملية الحرق، تشدد الأسرة المغربية على رفض العملية، وتؤكد أن ابنها “عاش مسلما وتوفي مسلما”، ولا ينبغي حرق جثته خارج تعاليم الدين الإسلامي والتقاليد والأعراف، وكانت عملية حرق الجثة ستتم، الجمعة الماضي 28 يوليوز، وتمكنت نداءات أسرته من توقيف العملية، قبل أن يعود القضاء الفرنسي يوم الخميس 2 غشت الجاري، ليتمسك بقراره، ويقضي بتسليم الجثة للحرق، انطلاقا إما من استقلاليته أو لانحيازه للزوجة المنتمية للجنس الفرنسي، أو للكنيسة الكاثوليكية التي أباحت، عام 1963، حرق الجثث.
وأمام الصيحات المرتفعة للجالية المقيمة بفرنسا، ودعوتها السلطات المغربية بالتدخل لأجل تسليم جثة المتوفى المغربي لأسرته قصد دفنها بإحدى المقابر الإسلامية، اضطرت السلطات والحكومة المغربيتين إلى الدخول على الخط، ولو بشكل محتشم، حيث صرح الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، يوم الخميس ثاني غشت 2018، بأنه “لا يمكن القبول بالحكم القضائي الفرنسي، والقاضي بإحراق جثة المواطن المغربي”، كما اكتفى في لقاء صحفي، تم على هامش اجتماع للمجلس الحكومي، بالإعراب عن أمله في مراجعة الحكم الفرنسي على أساس أن الأمر فيه مس صريح بكرامة المواطن المغربي المتوفي، وأيضا بشعور عائلته بالمغرب التي تريد دفنه بالمقابر الاسلامية”، على حد قوله.
وفي ذات اليوم الذي كان فيه الوزير المغربي، محمد الخلفي، يطلق تصريحاته “الحزينة”، ووزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، يطمئن الأسرة عبر الهاتف، إلى جانب مراسلة القنصلية المغربية ببوردو للسلطات الفرنسية في الموضوع، اتجهت الأنظار لفرنسا حيث قررت محكمة الاستئناف، يوم الخميس 2 غشت 2018، تأييد الحكم الابتدائي، الصادر مساء الأربعاء فاتح غشت 2018، والأمر بتسليم جثة المتوفى للأرملة من أجل مباشرة إجراءات حرق جثته وفق تعاليم وطقوس ديانتها، دون أدنى اكتراث بالدعوى المستعجلة التي رفعتها أسرته المغربية لأجل وقف عملية الحرق وتسليمها جثة ابنها المتوفى، وإلى حدود منتصف نهار يومه الجمعة ما تزال وسائل الاعلام تنتظر أي جديد في الموضوع، وجمعيات المجتمع المدني المغربي في فرنسا وايطاليا تدخل على الخط.
وكان المهاجر المغربي المتوفى، حسن النبيري، المنحدر من مدينة الرباط، وعمره 49 سنة، وأب لثلاثة أبناء، يقيم في مدينة بوردو الفرنسية، قد توفي، يوم الثلاثاء 26 يوليوز 2018، بالمستشفى الذي نقل إليه إثر تعرضه للسعة بعوضة سامة، ومكث تحت العناية الطبية في غرفة الإنعاش لمدة 5 أيام، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ليتم الاحتفاظ بجثته بمستودع الأموات، قبل أن تدخل قضيته في دوامة غير متوقعة عند تقدم زوجته للقضاء بطلب تسليمها جثته لحرقها على الطريقة الكاثوليكية، مدعية أن زوجها أوصى بحرقه بعد وفاته، بينما تصر أسرته المغربية على أن ابنها الراحل عاش مسلما وتوفي مسلما، وغير حامل لأية جنسية غير جنسيته المغربية، ولن تقبل بحرق جثته ولا دفنه خارج المقابر الإسلامية، ما كان طبيعيا أن يحول الموضوع إلى قضية مثيرة للمتابعة والاهتمام.