زايد جرو - مرزوكة / جديد انفو
مرزوكة حجت إليها الوفود منذ الأزمان فمتعت العين بالرؤية وأشفت المرض بالدفن، وركبت الجِمال والنوق المتمايلة فوق الرمال، ترقص بالحِمْل قبل الشروق وقبل الغروب بقليل، تحمل الركبان في رحلة خاطر حالم في فضاء غامر، امتزج فيه التشكيل بالتخييل في حضن اعتنق الصمت الا لحادي العيس الذي يختلس النظر ويسترق السمع من حين لحين لما تحمل عيسه من جَماَل مؤقت راحل لحين.
مرزوكة زارتها الأمطار بداية الخريف خلسة ،وحملت الشعاب بحمولة غير مسبوقة منذ سنوات وفي جوفها ما لم يكن منتظرا من جود السماء ،فزحفت في أوديتها العادية عبر الأحقاب والأزمان لتغير مجراها ومسيرها الأيادي نحو غير المعتاد فملأت أمكنة هادئة بعدما كانت تملأ البرك التي تحج لها الطيور وتسقي الفرشة المائية التي تروي الظمأ في اللهيب.
الوديان حجت والناس غير راضية على حمولة تغير مجراها لوجهة غير نافعة للمكان ،ولا مطلب لها غير ارجاع المياه للمجاري لتعود الحياة للحياة الطبيعية وتعود "خِيرة " لمعانقة "تودة" ولو عبر صمت الخيال ، لإشفاء العين بزرقة المياه التي وشمت المكان منذ أن كان .
ضاعت مياه الأودية بين الكثبان وربما رحل معظمها للجيران جاحدي حسن الجوار ليسقوا بها واحات كانت على العهد القريب لقبائل "آيت خباش " وما استفاد من جمال المياه بقدم الكثبان غير الزوار الذين يحجون ويرحلون ، مرزوكة الآن جوها معتدل وأناسها ازدادوا طيبة ولينا ولا انتظار للساكنة غير ان تعود المياه لمسيرها ليعود اللقلاق ليحكي فتنة الصحراء وقصة الانتماء والإنماء.