زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
حن مدرسون فرنسيون منذ مطلع الستينيات لمقر عملهم بمؤسسة سجلماسة التأهيلية بالرشيدية وحلوا بها يوم الثلاثاء 2 اكتوبر 2018 وعددهم أربعة بعد ان تخلفت زوجة احد المدرسين منهم عن الحضور بسبب وعكة صحية طارئة لازمتها الفندق.
المدرسون الأربعة حلوا بغتة يوم فاتح اكتوبر بمؤسسة سجلماسة وكانوا على عجل، وضربوا للطاقم المرافق لهم من تلامذتهم القدماء بالمؤسسة موعد تكرار الزيارة التي حصلت في اليوم الثاني، فتفقدوا الحجرات التي لقنوا فيها مواد تدريسهم وولجوها وفتحوا حوارا مع المتمدرسين الحاليين لبعض الوقت حفاظا على زمن التعلم .
ومن خلال الكلام الذي جر حنين الماضي بقصر السوق تبين ان الشوق قادهم للأصل ولم يأبهوا بتحولات الزمن ولا بتغيرات المكان، فعبروا بالمباشر لا بالرمز عن الرابط القوي المتين الذي شدهم للمكان فعانق ماضيهم حاضرهم ولم يتأسفوا على زمن إقامتهم بقصر السوق كما يسمون المدينة، بل اعترفوا بجدية طلبتهم أنذاك الذين كانوا نجباء ومن ذوي القامات الطويلة .
وفي تصريح لمدرس الفلسفة باللغة الفرنسية "جون بيير كوفيلي" ل"جديد انفو" قال :"انني درّست الفلسفة بالمؤسسة الى سنة 1972 وبعد هذه السنة درست اللغة الفرنسية، وزوجتي كانت تدرس الرياضيات، حيث لم تصادف تلاميذ من أمثال تلاميذ سجلماسة بقصر السوق، انها ذكرى جميلة ومحبِّبة للزمن الماضي ...إنهم تلاميذ نجباء رغم ظروفهم حيث كانوا يأتون من أمكنة بعيدة .. والذكرى الجميلة التي لن ننساها ان ابننا ازداد بمستشفى مولاي علي الشريف بقصر السوق وهو لا يعرف غير قصر السوق ولا يعرف اسمها الحالي الرشيدية ... وأقول كل شيء تغير هنا وبصراحة مدينتكم ومؤسستكم سجلماسة تحولتا للأجود : المدخل والخضرة والاقسام جيدة ونقية وهو الأمر الذي كان صعبا في السابق حيث كانت القاعات أحيانا دون زجاج والرياح والرمال .. ونشكركم على حسن استقبالكم واحيانا نكون فرحين لملاقاة شخوص لنا ارتباط بهم".
وصرح استاذ اللغة الفرنسية "جورج مونيي " بالقول : " اننا كنا اساتذة هنا لعدة سنوات اتيت وحيدا في سنة 1969 انها خمسون سنة تقريبا حيث اكتشفت المغرب واكتشفت ثانوية سجلماسة وكم نصحني زملائي في التكوين بالرباط لكي لا التحق بقصر السوق، ولو لبيت وسمعت كلامهم لكان أكبر خطأ في حياتي المهنية، لأن هنا هو المكان الذي تم فيه استقبالي بحرارة وكنت ادرس تلاميذ نجباء واكتشفت الكثير من الأشياء والأسفار والقرى والعائلات بفضل التلاميذ الذين صاحبونا الى منازلهم انها مرحلة العطاء رغم قساوة الظروف ،حيث كانت لهم عزيمة العمل "
وصرحت "ميجو مونيي " بالقول : "انا فرحة للقاء القدماء من تلامذتي واعجبني كثيرا ان حياتهم تغيرت للأحسن حيث تم استقبالنا استقبالا حسنا، كنت شابة آنذاك والتلاميذ كانوا اكثر مني عمرا وعددهم كبير، وكان لابد ان اكون قاسية، لكن كنت معجبة بالعمل مع تلاميذ نجباء لم أصادف مثلهم حيث كان العمل هو الحل الوحيد للخروج من ظروفهم الصعبة وانا فرحة انهم أحسنوا الفعل، وشكرا على حسن استقبالكم ونحن فرحون بمؤسستكم التي تغيرت كثيرا وتحسنت..."
تلاميذ سجلماسة القدماء من أمثال" ادريس اقراو" و"امزوغ عزيز " و"ادريس عرباوي ' ومحمد بوشعال "خصوا اساتذتهم باستقبال متميز بالوجه الوضاح والثغر المبتسم وكرسوا وأسسوا لثقافة الاعتراف وأنبتوها النبات الحسن وتجسدت في سلوكيات ملموسة ولم يجحدوا فعلهم ولم يتنكروا لأهل الفضل وقدموا لهم الأغلى والأحلى هو الكلام الطيب الحسن ولم يتنكروا لهم كما يتنكر العديد من الزملاء المتنكرين لزملائهم في العمل ولتلامذتهم وهي الثقافة التي لم يتعلمها الكثير للأسف رغم سنوات العمل في التدريس او في الادارات او في العلاقات بشكل عام. الزوار رحلوا بانطباع خاص واستحضروا في جولتهم أمرين مهمين في الحياة الاول هو الارتباط بالمكان والثاني ميثاق العلاقة التي أسسوها مع طلبتهم ولا حضور في حديثهم بالقطع عن التهاون او النفاق او التزلف .
وإليكم الزيارة بالفيديو والصور