أحمد بيضي - القباب / جديد انفو

عاشت بلدة القباب، بإقليم خنيفرة، ليلة بيضاء من القلق على وقع نبأ “اختفاء مفترض” لثلاث فتيات قاصرات من نزيلات “دار الطالبة”، بعد أن تبلغت مديرة هذه الدار بخبر عدم عودتهن للمؤسسة، وقد أرخى الليل ستائره، وبعد انتظار طويل وتسرب الكثير من الهلع بين باقي النزيلات، أسرعت المديرة إلى استفسار أسر المعنيات بالأمر التي أجمعت كلها على عدم علمها بالأمر، قبل إبلاغ مصلحة الدرك الملكي بالنازلة، هذه الأخيرة التي حملت الموضوع على محمل الجد، لتتسع حالة استنفار بالبلدة وضواحيها، وتم تكثيف البحث والاستفسار عن “المختفيات” على مستوى الأقارب والأماكن التي يمكن أن توجدن بها، دون جدوى.

ولم يفت مديرة “دار الطالبة” إشعار إدارة الثانوية التي تدرس بها المعنيات بالأمر، ومطالبتها بعدم استقبالهن، في حالة ظهورهن، الا بعد إشراك إدارة الدار لقيامها بالإجراءات الممنهجة في قانونها الداخلي المتعلق بضوابط وشروط الانتماء إلى الدار، وبحث حجم المخالفات مع أولياء أمور المستفيدات، وبعد توسيع عملية البحث والتحري تم التمكن من فك لغز “الاختفاء” بعد تحديد مكان تواجد “المختفيات” الذي لم يكن سوى تسلل من دار الفتاة لقضاء ليلتهن مع شاب (أو شباب) ببيت يقع بإحدى أزقة البلدة.

وفور فك اللغز، تم اقتياد الفتيات لمخفر الدرك، رفقة شاب، والاستماع إلى أقوالهن، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لأجل الكشف عن كل ملابسات وخفايا النازلة، وحدود علاقة هؤلاء الفتيات مع الشباب الذين كن برفقتهم، وظروف تسللهن من “دار الطالبة” دون إشعار أو إذن، علما هذه المؤسسة كانت قد أنشئت ضمن مشاريع “المبادرة الوطنية للتنمية البشريةّ” بغاية إيواء الفتيات المنحدرات من العالم القروي في إطار الجهود الرامية إلى وضع حد لظاهرة الهدر المدرسي وتشجيع المستفيدات على التمدرس.