زايد جرو + سعيد وعشى – تنجداد / جديد انفو

الملتقى الوطني للشعر والموسيقى في دورته الثالثة الذي نظمته جمعية المهرجان للتربية والثقافة بتنجداد أيام 9 - 10 - 11 نونبر الجاري عرف ندوة ثقافية وضعت  الموروث القيمي الثقافي  بالجنوب الشرقي في حضن القيمي الوطني بناء على تيمة اللقاء "المشهد الثقافي في الجنوب الشرقي بين الجهوي والوطني  أية افاق " استضاف فيه  المنظمون مفكرَيْن بعيارهما الثقيل في البحث الاكاديمي والأنثروبولوجي ويحملان هما ثقافيا بالجنوب الشرقي ب : زيز وغريس ودرعة وكير... .

الباحث الأكاديمي سعيد كريمي في مداخلته  أشار  للثقافي القيمي  الذي امتد لسنوات بجهة درعة تافيلالت  وينتقل من جيل لجيل عبر  انماط كلامية وشعرية شبت بتافيلالت  وسافرت بمخيال جمعي حمولي  نحو مدن الوسط والشمال واحتضنها حرفيون ونقلوها بدورهم لأجيال أخرى حتى استوت واستقرت بالمعاهد الموسيقية، وقدم  الباحث نموذج  فن الملحون  الذي لا يمكن ببساطة أن يمحوه الزمان  للغته الشاعرية التي حبلت بالكلام  العذب والجرس الموسيقي الرنان وتيمات فرجوية متعددة  ومتنوعة، كما اشار الى التداخل والارتباط بين الجهوي والوطني لكون ثقافة الجنوب الشرقي مزيجا من الأمازيغي والعربي والافريقي بتلاقح كبير وانفتاح موسع تجسد في انماط  إبداعية مختلفة سافرت بها فرقة "اسمخان " وسافر به منشدو الملحون والبلدي نحو الفضاء الواسع والمتسع بحضور قوي للغة التي لا تعثر على لكنتها وحمولتها الا بين القصور التقليدية  ذات الابراج العاجية .

وفي مداخلة الأستاذ البحث سالم عبد الصدق وقف على الاشكالات الكبرى التي تبسط واقع وافاق الثقافة بالجنوب الشرقي الذي اعتبره حقلا بكرا  وهو رصيد  فني عالم صنعه العلماء  ب "زيز وغريس  ودرعة" الى حدود فكيك كما طرح اشكالات منهجية في التعامل مع هذا التراث حيث كتب علماء سوس عن سوس  وكتب علماء الشمال عن تطوان فاين علماء تافيلالت وعلماء درعة ؟

الباحث وقف عند التاريخ  المغربي الذي كتبه وصنعه اهل الجنوب وبعبارة الباحث ان تاريخ المغرب صنعه جنوبه  وقدم دليلا من الدول التي حكمت المغرب عبر التاريخ  فكلها  انطلقت من الجنوب بدءا بالمرابطين والموحدين والسعديين وانتهاء بالعلويين  فكل الدول جاءت من الجنوب ولا يطمئن بال  حاكم  بأحكامه السلطانية الا اذا نال رضا اهالي الجنوب وعلماء اهالي تافيلالت ،فمعرفة االموروث الثقافي للجنوب هو معرفة وطن بأكمله والاعتزاز بالجزء ضمنيا هو اعتزاز بالكل .

 ثقافة الجنوب الشرقي صنعها القصر والكل مساهم فيها بشعور او لاشعور وتنتقل عبر الاجيال فنحن وارثون وتاقلون  والآتون وارثون  وناقلون بدورهم وهكذا تنتقل الثقافة بالجنوب الشرقي  بالتوارث كما اشار الى نقط ذات بعد اجتماعي في ثقافة القصور  حددها في ثلاث  : الاولى : التكافل، والثانية المروءة، والثالثة   قيمة جمالية ،وهذه القيم لا يجب التفريط فيها فكم شعوبا  وأمما بقيمها سادت  ،فتافيلالت هي محمية  من القيم التي صمدت امام حداثة العصر، والمثقف والآخر والآخر  هم حراس وحماة هذه الحمولة  الثقافية او " عسّاسون " عليها كما سماها الاستاذ.

في اخر المداخلة وقف الاستاذ  سالم عبد الصادق على  فن الملحون وقصيدة " جمْع المومنين " التي يرددها الجميع اعتقادا منهم انها نبع من فاس او مكناس وما هي الا  من إنشاد عمر اليوسفي من قصر اولاد يوسف في الطريق نحو قصر مزكيدة التاريخي بالريصاني ،فالذين ينشدون القصيدة او الذين يرددونها قد اغتالوا ناظمها دون شعور وهو  اغتيال رمزي  لحقوق المؤلف المعنوية، وكذلك  الشأن  في فن " إزلان " والأمثال  والحكم... وتلك خاصية من خصائص  الأدب الشعبي  الشفهي .

بعد انتهاء المداخلتين تم فتح نقاش موسع لإغناء اللقاء الذي  كان جادا ومثمرا، والفضل كله للملتقى والساهرين عليه وللاشعاع الثقافي الذي تميزت به  جمعية المهرجان للتربية والثقافة بتنجداد .