أحمد بيضي

بكثير من القلق والفزع، كشفت مصادر تربوية من ”مدرسة الأرز“، بخنيفرة، عما يفيد أن المؤسسة تعيش، أكثر من أسبوعين، أجواء غير طبيعية، بسبب حالات مرضية منتشرة في صفوف التلاميذ، والتي تنتقل بينهم بشكل مخيف، سيما المعدية التي لا تقل عن ”الأنفلونزا والحمى واللوزتين والأذنين“، وأمامها لم يتوقف أساتذة المؤسسة عن القيام بواجبهم التربوي والإنساني، من خلال إحالتهم لعدد من التلاميذ على مستوصف تشتغل به إحدى الطبيبات كطبيبة المقاطعة، والتي جرى اتهامها ب ”أنها لم تقم بالواجب المطلوب في هذه الظروف الاستثنائية، حيث اكتفت بفحص التلاميذ لأكثر من أسبوع، ووصفت لهم أدوية، دون منحهم الفترة الضرورية للاستشفاء بعيدا عن باقي الزملاء“، على حد بلاغ لأساتذة المؤسسة.

وأكد عاملون ب ”مدرسة الأرز“ أن الوضع المقلق ”ما يزال في تفاقم مستمر“، وقد تم الإلحاح على مديرية التربية الوطنية بالعمل على مراسلة الجهات المعنية من أجل إيفاد لجنة طبية ”، ولما حلت بالمؤسسة، يوم الجمعة، وأجرت فحوصاتها على التلاميذ، ”وقفت على وجود حالات مستعجلة ينبغي لها زيارة المستشفى، وخلالها أعربت طبيبة، تتقدم اللجنة الطبية، عن استغرابها حيال زميلتها بالمستوصف المذكور، و“كيف أنها لم تقم بدورها بالنظر لارتفاع عدد التلاميذ المرضى“، مع معاتبتها الأساتذة ل ”قبولهم بالمصابين بأمراض معدية لا ينبغي أن يتجاوز أمدها عشرة أيام على الأقل“، وفي الوقت ذاته ”قفزت ذات الطبيبة على زيارة فوج آخر من ثمانية أقسام تتواجد بها حالات مرضية“، حسب مصادرنا.

وعوض أن تتواضع طبيبة مستوصف الحي وتتفهم موقف أساتذة المؤسسة من خطورة الوضع، جرت ”محاولة تعويم الأمور، والترويج لما يزعم أن الأساتذة يتهربون من العمل، ويخيفون تلامذتهم من أمراض وهمية“، ولما انتشر الوضع على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر نداءات وتحذيرات الأساتذة، كانت السلطات المحلية والمديرية الوصية قد أسرعت إلى الاتصال بمدير المؤسسة، واستفساره في الموضوع، وأكد لهم صحة ما يجري، و“أن عدد التلاميذ المرضى في ارتفاع، يوما بعد آخر، وبينهم من درجة حرارته لم تتحسن لأكثر من أسبوع، علاوة على حالات من الإسهال الحاد، مع الإشارة لوجود تلميذة تتقيأ الدم ولازالت تواصل دراستها“، وفق مصادر المؤسسة.

وصلة بذات السياق، أعرب عدد من أساتذة مدرسة الأرز عن تأسفهم إزاء الوضع، مؤكدين، بكثير من الحيرة، أنهم ”بين كماشة رباعية الأطراف“، كما وصفها أحدهم، إذ هناك من جهة ”تلاميذ مرضى يدرسون ويساهمون في نقل العدوى، وآباء غير آبهين بالأمر، ولا يهمهم غير دخول وخروج أطفالهم دون تغيبات، وأطراف طبية لم تقم بواجبها الوطني، بينما كافة الأساتذة عاجزين عن الحل، وخائفين على أنفسهم وعلى باقي التلاميذ“، كما أن الجميع لا يزالون ”في انتظار ما يلزم من التدخلات للتحقيق في الوضع الرهيب“، علما أن ”خلية لليقظة“ كانت قد تكونت بالمؤسسة وقامت بإشعار الجهات المسؤولة بتزايد عدد المصابين من التلاميذ والتلميذات، وانعكاس ذلك سلبا على السير السليم والطبيعي للدراسة.