أحمد بيضي - خنيفرة 

أقدم مجهولون، في مريرت، حوالي الساعة الثامنة والنصف من مساء الجمعة 22 فبراير 2019 ،على اعتداء جسدي شنيع في حق الباحث في الفن الأمازيغي الأطلسي، المكي أكنوز، الذي وصف ما لقيه ب ”محاولة للتصفية الجسدية“، وذلك بعد فترة قصيرة من عودته من حضور اجتماع ل ”مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام“ بخنيفرة، حيث ترصده المعتدون، الذين كانوا ملثمين، وباغتوه، وهو يغادر بيته باتجاه بيت أصهاره، فانقضوا عليه من كل جانب، وأخذوا في تعنيفه ضربا ورفسا، بينما عمد أحدهم إلى استعمال سكين في طعنه بأجزاء مختلفة من جسده، ما أدى إلى إصابته بجروح غائرة على مستوى رأسه وعنقه ويديه وإحدى قدميه، فضلا عن عدة كدمات بارزة.

وفي لحظة الجريمة، توقفت سيارة أحد المواطنين بمسرح الحادث، فاضطر المعتدون إلى الفرار تحت جنح الظلام، دون تحديد هويتهم، قبل إخطار السلطات الأمنية بالواقعة، ونقل الضحية، على متن سيارة إسعاف، صوب مستشفى المدينة لتلقي الاسعافات الضرورية، وبعدها تم نقله إلى بيته، وفور انتشار الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي، خلف موجة من الاستياء والاستنكار، وتضامن واسع مع الضحية الذي زاره عدد كبير من المعارف والفاعلين للاطمئنان على حالته، كما أسرع وفد من ”مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام“ إلى زيارته باعتباره عضوا فاعلا بهذا المركز، وأن الاجتماع، الذي حضره قبل الاعتداء، كان يرتب فيه لنشاط ثقافي وفني كبير حول شخصية الفنان الفقيد محمد رويشة.

وأمام ذلك، أجمع أعضاء مركز روافد على إدانتهم القوية للجريمة التي تعرض لها الضحية، المكي أكنوز، ومطالبة المصالح الأمنية بتحمل مسؤوليتها وتعميق التحري والبحث في ملابسات الواقعة، والإسراع بالقبض على الجناة، ومن المرتقب أن يصدر المركز بيانا للرأي العام، علما أن المعني بالأمر كان قد تعرض وابنته لاعتداء مماثل، حسب قوله، كما فات لمحل/ متحف له، أن تعرض للسرقة من طرف مجهولين، في نفس التاريخ قبل ثلاث سنوات، أي صباح الاثنين 22 فبراير 2016، وذلك بعد تكسير أقفال المحل وأبوابه، والسطو على محتوياته وإتلافها، ومن خلال أثار الجريمة وقف الجميع على ما يؤكد وجود نية استهداف المحل/ المتحف الذي يوثق لمراحل تاريخية مختلفة من الفن الغنائي الأمازيغي، والذي سعى المعني بالأمر إلى إنشائه ليكون ذاكرة بامتياز.

وفي زيارة له، أكد المكي أكنوز أنه تلقى، أكثر من مرة، الكثير من التهديدات بالتصفية الجسدية، على حد قوله، مضيفا أنه كان بصدد التقدم بشكاية ضد مجهولين، وأصحاب أسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يكفون عن تهديده بالقتل واحراق منزله، وتشويه سمعته ونعته بأبشع الصفات، وفق نص الشكاية، ويصر المعني بالأمر على تأكيده بأنه يجهل أهداف المعتدين عليه، حسب قوله، ما يجعله وأفراد أسرته الصغيرة يعيشون حياة محفوفة بالرعب والخوف.