زايد جرو - الريصاني / جديد انفو

تحت شعار " الوفاء لقيم المواطنة سبيل لتحقيق التنمية المستدامة " نظم قدماء اعدادية بئر انزران في السبعينيات من القرن الماضي وجمعية بسمة لمساندة مرضى القصور الكلوي نظما ملتقى للصداقة وذلك يومي 15 و16 مارس 2019 بمدينة الريصاني، الذي يهدف حسب المنظمين الى التمسك بروابط الاخوة التي تجمع بين مختلف الاجيال والاعتزاز والفخر بالماضي الحضاري لمنطقة تافيلالت والحرص على الاهتمام  بدرر وكنوز الراسمال المادي واللامادي للمنطقة واستعادة ذكريات ذهبية تعود لفترة زمنية من العمر نقشت معالمها براءة الطفولة  ونسج خيوطها حماس الشباب وطموحه الوهاج ورسمت طريقها المحبة الخالصة والصداقة الهادفة .

وقد تم استقبال  الوفد بفضاء مركز جمعية بسمة ابتداء من يوم الخميس 14 مارس الجاري بتوزيع ملف خاص فيه وثائق تضمنت ميثاق شرف اللقاء وبرنامج الملتقى  الذي افتتح  في اليوم الموالي بفضاء مؤسسة بئر انزران بجولة داخل الفصول الدراسية التي انطلق منها التحصيل  في الموسم الدراسي 1977/ 1978  بحضور الكثير من الاساتذة الذين درسوا بهذه المؤسسة زمن تأسيسها كما تم استرجاع  ذكريات تربوية من داخل الحجرات في لمة كبيرة اساسها التوادد ،كما تم فتح نقاش مع المتعلمين الجدد لايصال رسائل قوية من الجيل  القديم للجدد من التلاميذ للحفاظ على ود عهد الصبا والمودة وحسن الخلق التي تجمع بين المتعلم واستاذه ،وهي سمات يتميز  اهالي تافيلات الذين عاشوا بشكل جماعي في قصور سجلماسة العامرة.

انطلق ملتقى الصداقة بالمؤسسة بحضور مديرها وأطرها وتم تسليم جوائز للمتفوقين واطلاق اربعين حمامة في الفضاء تعبيرا عن الفرح  ،والفعل فيه عِبر مفادها ان هذا الجيل انطلق من عقاله وانتشر في كل مكان، كما ينتشر الحمام في الفضاء وكل سلك طريقه ،لكنه لم ينسَ العش ولم ينسَ العشرة التي جمعت بين الجميع، تقاسم فيها الكل الطيب والبسيط والصدق .كما تمت قراءة رسالة تربوية من الجيل القديم  للجيل الجديد فيها حديث عن الانطلاقة والتحفيز والجد والتعاون والتعايش السلمي ووسائل التثقيف والبرامج والمناهج وتبادل الخبرات ..ومما ورد فيها : "ان تحقيق النجاح والتميز في المسار الدراسي يقتضي الاستغلال الامثل لجميع الطاقات والمؤهلات الذهنية والبدنية والفكرية والابتعاد عن كل الافات التي قد تشل هذه الطاقات او تقضي عليها تماما كالتدخين وتناول المخدرات وغيرها ..بل وجب عليكم التركيز على التحصيل والدراسة والمطالعة الحرة والاهتمام بكل ما يهذب النفس ويربي الذوق والجمال وينمي الجسد والروح والاخلاق كالصلاة والرياضة والموسيقى والانخراط في النوادي المختلقة والجمعيات والانشطة الاجتماعية ."

وبعد صلاة الجمعة بضريح مولاي علي الشريف تم تكريم مجموعة من المحالين على  التقاعد بداخلية المؤسسة لتبتدئ أنشطة تكريم أطرها القدماء الذين درّسوا الجيل الذهبي بفضاء جمعية بسمة .وفي سابقة من نوعها  وفي إحياء للذكرى الاربعين للتأسيس تبرع تلاميذ المؤسسة القدامى يوم الجمعة 15 مارس الجاري  بثلاث عمرات لثلاثة اساتذة اعترافا  لهم بما قدموه من جهد في التربية والتعليم وهم : الادريسي محمد استاذ مادة الاجتماعيات .والأستاذ  محمد بركي استاذ مادة اللغة العربية  والاستاذ شوراق عمر استاذ مادة  التربية  البدنية الذي لم تسعفه ظروفه الشخصية لحضور اللقاء، والمتبرعون لم يشهروا أسماءهم  ليثبت الأجر والحدث عبرة للجيل الجديد من اجل اذكاء التواصل وتقويته وتعزيزه داخل المؤسسات التعليمية  تجنبا للعنف والعنف المضاد .

وفي اطار الوفاء لللقيم وتحقيق التنمية المستدامة ،برمجت جمعية بسمة  صبحية يوم السبت 16 مارس زيارة لمرافق  مركز تصفية الدم الذي تطوع محسنان من قصر ابوعام لبنائه وتجهيزه باحسن التجهيزات بكلفة مالية  بلغت 2 مليار و200 مليون سنتيم باريحية كبيرة وبروح تطوعية عالية وتكفلت جمعية بسمة بتتبع الورش من بدايته حتى نهايته وسيشرع في استقبال المصابين بالمجان قريبا.

وفي تصريح  لرئيس الجمعية حادي عبد العزيز وهو احد قدماء تلاميذ اعدادية بئر انزران بالريصاني قال " فإن المشروع يكتسي صبغة اجتماعية وانسانية استجابة للخصاص الذي تعاني منه المنطقة في هذا المجال وتلبية لتطلعات ذوي الاريحية الطيبة من الاشخاص المحسنين الراغبين في دعم المبادرات الرامية الى توطيد العمل الإحساني والتضامني لبلورة استراتيجية محلية علاجية ذات ابعاد انسانية وتضامنية ". واضاف " ان المشروع التنموي يهدف الى الاهتمام بالأشخاص في وضعية صعبة والذين يعانون من مرض القصور الكلوي المزمن والسعي الى تقريب العلاج منهم وذلك بتقديم المساعدة الطبية والدعم المادي والمعنوي لهم والعمل على تقوية المرافق الصحية والبنيات العلاجية والاستشفائية وذلك بإحداث مركز متخصص في تقديم خدمات صحية تتعلق بتصفية الدم للمرضى المصابين بداء القصور الكلوي المزمن ."

الأهداف الانسانية للمشروع لا يمكن عدها والكلفة المالية لإنجازه مكلفة للإنسان العادي لكن مازال في البلدة خير كبير ومازال في المنطقة رجال طيبون أشاوس تحدوا الهموم الذاتية وانخرطوا في العمل الانساني الكبير  وذلك هو الصعب بالنسبة للجميع فليس كل غني كريم يفكر بمنطق الغير ولا يحس بقيمة المشروع الامن عاش مشكل المرض او من رأى التجربة من مرض اقربائه ، والعمل ذو قيمة عالية في العلاقة مع العبد ومع الخالق .الزائرون للمشروع من قدماء التلاميذ واساتذتهم الذين درسوهم  في السبعينيات نوهوا بالانجاز الانساني وقيمته ،والأمل كبير ان يقدم خدماته في اقرب وقت ممكن  للمرضى الذين يعانون في صمت ويكلفهم العلاج مبالغ مالية كبيرة كل أسبوع ، ليختم اللقاء مساء بزيارة للكثبان الرملية بمرزوكة  ويوم الاحد قرئت توصيات الملتقى على أن يتم التخليد كل سنة .

اللقاء كان حميميا بين  التلاميذ القدماء  الحاضرين وحتى الذين لم يحضروا لظروف من داخل الوطن وخارجه قد تابعوا اللقاء وساهموا بشكل كبير ماديا ومعنويا في انجاحه ،فزرعوا  بذلك ثقافة الاعتراف والاعتذار وساهموا في لم  شمل فعاليات واطر المنطقة وتجديد جسور التواصل وصلة الرحم وتوظيف القدرات والمؤهلات والخبرات المتوفرة لدى فعاليات المنطقة وتحسيس الأجيال الصاعدة بضرورة التحلي بالقيم والاخلاق  التربوية الحميدة .

اللقاء حضرته ايضا السلطات المحلية وممثلون عن المديرية الاقليمية والاكاديمية وجمعية امهات واباء التلاميذ واطر المؤسسة واليكم الحدث بالصور والفيديو.