رشيد نجمي - بومالن دادس / جديد أنفو

قطف من بساتين واحة دادس الساحرة، سار عبر طريق لا ماء و لا رطوبة فيها، أحس بنوع من الضيق لأنه ترك أصله عبر وجهة غير معلومة، ربما في يد سائحة معجبة برائحته و طريقة ليه على شكل قلب، أو في يد شخص يبحث عن نصف آخر تائه من الجنسين، وقف برهة و تأمل فيافي و قفار لازالت تحتفظ أراضيها المحجرة بجذع ورد و صبار يابس ، منظر جعلها تذبل و تنكمش .. فيافي و قفار تم كرائها للوبيات مدة 99 سنة تحت طائلة كراء و استثمار أراضي عذراء أصلا من أجل استخراج زيت صبار و روح ورد تغني أفواه جشعة . لكنها باءت بفشل ذريع، ستحول بعدها إلى بقع أرضية يباع المتر المربع الواحد منها بآلاف الدراهم ، غير حالة واحدة تتنظر الضوء الأخضر كي تحول إلى مجال اسمنتي عوض مجال فلاحي أخضر .

استكمل القلب رحلته المليئة بالهموم، غير التي خطرت بباله في إشفاقه على زملائه و أبناء عمومته .. ، لكي يصبح في يد حارس أمن معجب به (بعد أن قطع مسافة تقارب 100 كلم ) ، كي أدخل عالم جديد عبر هديتي الرمزية الدادسية و ليس رشوة .

حال الورد أحوال بشر دادس عندما يقطع تلك الطريق متفائل بصحة و تجهيزات أفضل .