جديد انفو  - الرشيدية / متابعة

احتضن المركب الثقافي والإجتماعي والرياضي أولاد الحاج بمدبنة الرشيدية مساء يوم السبت 20 ابريل الجاري ابتداء من الساعة السادسة مساء عرضا لمسرحية " مبارك ومسعود"، من إبداع نزلاء ونزيلات المؤسسات السجنية، الإبداع الفني الذي يعتبر ثمرة تجربة فريدة جعلت من المسرح وسيلة للاندماج في المجتمع.

المسرحية، التي أعدت تحت إشراف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، عالجت  موضوع العرس المغربي التقليدي، في قالب كوميدي نقدي، عبر حوارات  هزلية هادفة مست الطقوس الاحتفالية المتأصلة  في الهوية المغربية بمشاركة 28 نزيلا  بعدد من المؤسسات السجينة بمختلف جهات المملكة.

العرض المسرحي"مبارك ومسعود"  رأى النور بفضل مساهمة عدد من المهنيين،  من إخراج رشيد العدواني حيث أشرف جواد الكرويتي على الإدارة الفنية، ومحمد الخو على الديكور، وهشام الغفولي على ورشة الكتابة، وأحمد بنميمون على الإضاءة والملابس، وسليمة المومني على الكوريغرافيا، وعبد العالي خربوش على الإيقاع، وربيع الدعيسة على المؤثرات الصوتية.

ويندرج هذا العرض المسرحي ضمن جولة وطنية تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بعد النجاح الكبير الذي عرفه العرض الأول، الذي تم بمسرح محمد الخامس بالرباط احتفالا باليوم الوطني للنزيل.

المسرحية مثلت المجتمع المغربي بكل آهاته و انزلاقاته الهامشية، مسرحية مثلت نموذجا صادقا من الهندسة الاجتماعية المتداخلة بالتباين والتقاطع، والتوليفات التي نتعايش معها بشكل يومي عبر مقاطع موسيقية، وحركة الجسد ، والحكواتي ، وفقيه الراقيا، و ازدواجية المتناقضات في الكثير من المشاهد.

تجول بك مسرحية  (مبارك ومسعود ) عبر مجرات اجتماعية ومشكلات مزلزلة لإشكالات اجتماعية مسكوت عنها، وحتى المتحدث عنها بالصوت الصامت. وهي مسرحية تجعل من نقد الذات بالتموضع الأولي، وتولي النظر نحو سوء أحكام القيمة تجاه السجناء و تعميم نمطية القول بالتعويم.  مسرحية تصنع رؤية البحت عن تعديل وتصويب سلوكيات المجتمع من الداخل. مسرحية لا تبحث عن لحظة شفقة، وليس بغاية خلق فجوة رأفة عن من يسكن السجن، بل لأجل استبدال أرجل التموقعات والتموضعات وجعل الحرية مقياسا سليما.

حضرت الفكاهة الحاملة للحظة ضحك، لكنها تمرر رسائل بليغة لتقويم ممارسات غير سوية بعموم قطاعات الدولة، من قطاع التعليم، إلى قطاع الصحة، إلى الحريات والعدل، إلى العلاقات الإنسانية غير السوية. وحضرت متاريس المجتمع الجانبية من خمر وجنس ومثلية ورقص ، لكن حضورها ليس للفرجة  بل للنقد وتصويب رؤية مستقبل. كما حضرت الكلمة الهادفة الممزوجة بالفكاهة والضحك، وحضر الجمهور إلى  المركب الثقافي اولاد الحاج واستمتع بالعرض وبقيمة المسرح الذي تفتقده جهة درعة تافيلالت ..كلمات مخرج المسرحية (أنتِ... وأنت...وأنا...ممكن أن نكون مكانهم... لذا فالمعادلة السوية في قبول الاختلاف و تغيير التموقعات ، و فسح فسحة مظلة آمنة للإدماج والانتقال من حالة العود إلى مرحلة اللاعود النهائية ...)

وقد حضر عرض المسرحية المدير الجهوي لإدارة السجون واعادة الادماج بجهة درعة تافيلات والسلطات المحلية والامنية وعدد كبير من المهتمين بالشأن الفني والثقافي واليكم الحدث بالفيديو.