أحمد بيضي - جديد انفو / متابعة
 
استجابة لنداء "الجمعية المغربية للكتبيين بالمغرب"، نزل حشد من الكتبيين وجمعيات القطاع، على المستوى الوطني، إلى العاصمة الرباط، حيث نظموا وقفتهم الاحتجاجية، أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، تنديدا بالقرار الوزاري القاضي بتغيير الكتاب المدرسي والكتاب الموازي، خلال الدخول المدرسي المقبل، حيث لم يفت المحتجين رفع العشرات من اليافطات واللافتات، ونثر نسخ كثيرة من بعض المقررات وسط الوقفة، في رسالة رمزية للخسائر التي تهدد بالكتبي بسبب متغيرات الكتاب المدرسي، في حين لم تتوقف حناجر المحتجين، على مدى الوقفة، عن ترديد مجموعة من الشعارات والهتافات والكلمات الغاضبة.
 
وكانت الجمعية المغربية للكتبيين قد دعت، في بلاغ لها، عموم الكتبيين بالمغرب، والجمعيات الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية للكتبيين، إلى الانخراط بكثافة في الشكل النضالي المذكور، على أن يتأبط الجميع عينات من الكتب التي شملها قرار التغيير، لأجل التشديد على مطالبة الوزارة الوصية ب "التراجع عن هذا القرار وتعطي مهلة من أجل تصريف مخزون الكتب المتغيرة"، مع تأكيد الجمعية على "ضرورة وحتمية إشعار الكتبيين، وجميع المهتمين بالقطاع، بكل تغيير جديد قبل سنة ونصف"، وفق بلاغ في الموضوع.
 
ولم يفت جمعية الكتبيين بالمغرب، ضمن بلاغها، مطالبة الحكومة ب "إرجاع عملية مبادرة مليون محفظة إلى ما كانت عليه من قبل، أو إيجاد صيغة جديدة في تدبير العملية حتى يتم إشراك الكتبيين المحليين وإنجاح المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية"، بينما جددت الجمعية مطالبتها من وزارة التربية الوطنية الإسراع ب "إصدار قرار يلزم المدارس الخصوصية بعدم بيع الكتب واللوازم المدرسية داخل فضاءاتها"، مع تحميل ذات الوزارة "المسؤولية الكاملة في السكوت المريب وغير المفهوم حيال الأمر"، وتدعوها إلى "الالتزام بوضع لوائح الكتب المطلوبة أثناء كل دخول مدرسي جديد تحت أمر وتصرف جميع الكتبيين بالمديريات الإقليمية للتعليم"، يضيف البلاغ.
 
ومن جهة أخرى، لم يفت الجمعية أيضا مطالبة الوزارة الوصية ب "فتح باب المشاركة الشريفة أمام كافة المهتمين بالكتاب المدرسي بكل تلاوينه، الورقي منه والرقمي، ومنح الوقت الكافي للتأليف والمصادقة عليه وطبعه"، مقابل دعوة الجميع إلى "طاولة حوار مسؤول من أجل الخروج بنتائج مرضية للجميع، باعتبار الكتبيين شركاء في قطاع الكتاب والنشر والتوزيع"، وفي الوقت حملت الجمعية "جزء من المسؤولية للناشرين والمستوردين والموزعين، بخصوص المشاكل التي يعانيها القطاع عامة، الكتبيون خاصة"، داعية الجميع للتحاور من أجل بلورة ما ينبغي من النتائج والحلول المقبولة"، وبالتالي حتى لا يستمر المنطق الخاطئ الذي يعتبر الكتبي "الحلقة الأضعف" في سلسلة المنظومة.
 
وجاء قرار الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة التربية الوطنية، على هامش اجتماع المجلس الإداري للجمعية المغربية للكتبيين، في دورته الرابعة المنعقدة ببني ملال، تحت شعار "الكتبي شريك أساسي في المدرسة المغربية"، وذلك في ظل، ما وصفه البلاغ، ب "الأحداث المتتالية التي تطال الكتبيين كل سنة دراسية، وتعوق تطوير مهنة الكتاب، وكذا الارتجالية والفوضى التي أصابت قطاع النشر والتوزيع"، حيث تدارس الاجتماع "المستجدات الطارئة الصادرة بقرار وزاري يتعلق بمتغيرات الكتاب المدرسي والموازي له، والتي ستعتمد في الدخول المدرسي المقبل، مع ما سيترتب عن ذلك من خسائر مالية بسبب المخزون الذي لا يتحمله سوى الكتبي وحده"، على حد البلاغ.
 
وخلال ذات الاجتماع، تمت مناقشة عملية المبادرة الملكية مليون محفظة و"طريقة تدبيرها من طرف وزارة الداخلية"، والتي اعتمدت، حسب بلاغ جمعية الكتبيين، "إقصاء الكتبيين المحليين الصغار والمتوسطين عبر فتح باب الصفقات العمومية المفتوحة"، إضافة إلى ظاهرة "بيع الكتاب المدرسي والأدوات بفضاءات المدارس الخصوصية بتشجيع من بعض الناشرين والموزعين، مستوردي الكتاب الأجنبي"، يضيف البلاغ.