زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
المنداف أو تلعلاقت أوتالمنديفت أو تسقورت أوتزقورت حسب المناطق ارتبطت بطفولة كل ساكنة المغرب العميق بالواحات ،حيث الأطفال في صراع دائم مع الطبيعة الصائتة قصد الإمساك بالطيور، فينصبونها تحت النخيل، أو الزيتون، او العنب، أو المكان الذي تتردد عليه الطيور بحثا عن زادها اليومي ، وهي مرحلة من أجمل مراحل الحياة وأعذبها، حيث يكون الطّفل الواحي في منتهى البراءة والصفاء، لايهمه في العالم الكبير من حوله أي شيء، ولايشغل تفكيره سوى ألعابه ومحيطه، لا أحقاد ولا تفكير ولا حساب إلا لليوم الّذي يعيشه، وليس هناك أجمل و لا أروع من مشاكسة الطيور.
ونصب الحيل لها ، والفرحة الكبرى حين يقع الطير في الفخ فتخرج من جوارحك أصوات لا تتسطيع التحكم فيها نشوة بالانتصار،والخيبة كل الخيبة إذا وقع الفخ على " تِبقشت " او " بقشة " فتأسف كثيرا لأنها فوتت الفرصة عليك ،ولأنك أمسكت طيرا "مرابطيا " لا يجب إمساكه لأنه يتعايش مع كل الناس داخل البيوت وهو فأل خير.
أطفال البارحة الآن صاروا كبارا فهاجروا ،وترك المنداف في قلوبهم وشما تحوم من حوله الفراشات ولا يستحضرونه إلا ذكرى مع الأعياد والمواسم والمناسبات.