سعيد كاراوي - جديد انفو

تختزن الجماعة الترابية الطاوس بإقليم الرشيدية مواقعا أثرية تشكل إرثا مهما، ومرجعية تاريخية وحضارية أساسية لدراسة الماضي ورصد تجلياتها على الحاضر والمستقبل.

غير أن هذا التراث المادي بهاته المنطقة ينقصه الاهتمام والمحافظة من أجل رد الاعتبار إليه عبر الصيانة والترميم، ثم توظيفه في السياحة والاستثمار، بعد التعريف به على نحو يكشف القيمة الأثرية والتاريخية لهذه المعالم، إذ أن العديد قد يغيب عنه وجودها بجماعة الطاوس، ليتكرس العزوف عن اكتشاف مؤهلات الجهة السياحة.

ويرى الباحثون الأثريون والمتخصصون في التاريخ أن هاته المنطقة حافلة بمواقع ومعالم أثرية، تؤسس لموروث غني من المهم استثماره في حاضر الجهة والتخطيط لمستقبله، كشاهد مادي قوي على التنوع الأثري بجهة درعة تافيلالت بشكل عام.

فالمواقع الأركيولوجية بالطاوس تظل ذات أهمية متميزة بالمنطقة، نظرا لأهميتها التاريخية وبعدها السياحي، إذ تعد نقطة جذب سياحية يقصدها السياح، خاصة الأجانب منهم. وتضم عددا من النقوش الصخرية والتي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث توفر معلومات ومعطيات مهمة وافرة، تمكن الباحثين من إعادة تأسيس وبناء تاريخ الشعوب القديمة، وفيما يتعلق بجانب البنية الإجتماعية والإقتصادية. ولقد تم الكشف عن هاته النقوش من قبل الباحث الفرنسي جاك مونيي سنة 1954 ميلادية.

وتعكس هاته المواقع غنى مسار التراث الأثري بالمنطقة، والذي يحيل بمكوناته على العهود ما قبل التاريخية للواحات، ولقد أضحت هذه البقايا تحظى مؤخرا بأهمية علمية تهم إكتشاف نمط عيش الإنسان القديم.

ان الحفاظ على النقوش الصخرية هو مسؤؤلية الدولة ويقتضي وجود استراتيجية واضحة يشتغل في إطارها الأطراف التي لها علاقة وثيقة بالموضوع .هذه الأطراف بالتحديد هي الجامعات ، وزارة الثقافة، وزارة السياحة ،و الإعلام .دور المواطن في هذه الحالة هو الوعي بأهمية هذه النقوش باعتبارها مجالا للدراسات التاريخية(التاريخ القديم بالخصوص) و الأنتروبولوجية ولها علاقة بالسياحة ،و هي جزء من التراث الحضاري والثقافي للوطن. في إطار هذا التصور و بهذا الوعي يستطيع المواطن أن يسهم في الحفاظ على هذه الرسوم و في حمايتها.وادراج هذا الجانب ضمن ما يدرسه التلاميذ في المدرسة(الابتدائية و الثانوية) والطالب في الجامعة مما سيرفع من هذا الوعي.

ويسجل الباحثون والمتخصصون في التاريخ والآثار ضرورة النهوض بمقومات هاته المنطقة الأثرية قصد استغلاها في الاقتصاد والسياحة، لأن هناك ضعفا في تعريف وتوظيف هذا التراث المادي في صور تتوافق ودلالاته التاريخية والأثرية.