جديد انفو - زاكورة
على هامش المناظرة الجهوية الثانية حول الآفاق المستقبلية لقطاع الصناعة التقليدية ووسائل تطويرها " الفخار نموذجا" والتي انعقدت بمدينة زاكورة ما بين 27 نونبر وفاتح دجنبر 2019، تم تنظيم دورة تكوينية حول العدالة الضريبية ،وحضرها ممثلون عن الوزارة الوصية على قطاع الصناعة التقليدية ورؤساء التعاونيات والمقاولات و الحرفيين بجهة درعة تافيلالت، الدورة اطرها يوسف قبوري مدير المديرية الجهوية للضرائب و عبد الحكيم الهلاي مدير جامعة غرف الصناعة التقليدية بالمغرب ورضوان الغزواني رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن بجهة درعة تافيلالت ورئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت الدريسي مولاي مصطفى.
يوسف قبوري رئيس الوعاء الضريبي بالمديرية الجهوية للضرائب لجهة درعة تافيلالت أشار الى كون العدالة الضريبية عاملا من عوامل الاستقرار المالي بالنسبة للدولة لتحقيق التوازنات بشكل افقي أوعمودي بناء على تصنيف الاشخاص او المؤسسات ،ومن حق الملزَم ، الطعن والمطالبة بالمراجعة الضريبية احتراما للقانون لترسيخ مبدأ المساواة والشفافية تجنبا للتشنج ،كما أشار الى الشروط التي تعفي التعاونيات والجمعيات من الضرائب .
مداخلته كانت مضبوطة في الجانب الضريبي بناء على قوانين جبائية ،لكن الطرف الملزم بها الذي بالكاد يتنفس هواء من شدة الغبار والدخان وملزم بأداء الضرائب حسب ارقام معاملاته غير راض ،وحسب ما ورد في مداخلات الحرفيين ان مديرية الضرائب لا تنصف المسكين ولا عدالة ضريبية في غياب عدالة مجالية بين المدن المغربية ،وعلى الجميع ان يحمد الله ويسبح له بالصبح والعشي ان المواطنين مازالوا رابضين في الجنوب الشرقي حسب المداخلات دائما، واضاف بعضهم فماذا قدمت الوزارة للصناع التقليديين : لا تغطية صحية ولا تقاعد والصانع مخنوق ويكفي هذا الاحتقان كما ورد على السنة المتدخلين.
لا أحد ظهر على محياه الارتياح من عبء الدخل او التسويق وهم غير مستعدين للدخول في نقاش حول الضرائب بالأحرى الحديث عن العدالة الضريبية ،وكأن اختيار موضوع التكويني لم يكن في مستوى التطلع رغم قيمته المرجعية ،فمعظم الصناع التقليديين خاصة قطاع الفخار منطلقاتهم كانت من درجة الصفر ومن لاشيء ،وستنتهي حياتهم بلا شيء وما تركوه لأبنائهم غير قوالب الطين و" زكاريم " صدئة " ونعال قيس .
الشريط الوثائقي من إنتاج غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الاركان حول واقع وافاق صناعة الفخار بالجهة كان من اقوى اللحظات في المناظرة الثانية، تيمة وإخراجا وكتابة ناطقة بحجم هواجس أرّقت الحِرفي وعصرت جفنه على الدمع الجاف اعتصارا وحرقة وصرخة تاهت وتمردت بين فخار علاه الغبار ينتظر مشتريا مفترضا او تاهت به الطريق ، فالشريط في الافتتاح كان عَبْرة علقت بها الأنظار بين رياح الزمن ولم يأخذ ذاك الصانع من ذاك الزمن غير التيه، شباب مرّ في الطين بحثا عن لحن صاغه قلب مكلوم في الحلم ، حتى انقبضت عضلات الوجه ولون الحياة واحد بلا تنوع ،فكم أمنى نفسه مرارا ان يضحك ويبسم ولو قليلا .
الوضع الاعتباري للحرفي بجهة درعة تافيلالت الذي عكسه الشريط الوثائقي يعري واقعا حقيقيا لمأساة امتدت سنين واعوام ويجب استثماره وقراءته قراءة واعية ليكون بابا يدخل منه الغيورون لعالم فخاري درعة تافيلالت ،فهو يقرع الأجراس لرد الاعتبار للحرفي التقليدي ، فاي ضريبة سيؤديها هذا الصانع التقليدي اكثر من ضريبة التهميش والعيش في الطين ولنشاهد جزاء صغير من الشريط ونسمع أنغام ( حىْ الله حي الله) لدق التراب كمرحلة اولي قبل التصنيع.. فاجعل نفسك ماسكا بالعصا وتدق التراب وتردد حي الله وسط الغبار لتحس تخيلا بالمعاناة اليومية لفئة عريضة من الفخارين الطينيين.