جديد انفو - زاكورة / متابعة

على هامش المناظرة الجهوية الثانية حول الآفاق المستقبلية لقطاع الصناعة التقليدية ووسائل تطويرها " الفخار نموذجا" والتي تنعقد  بزاكورة ما بين 27 نونبر وفاتح دجنبر 2019، تم تنظيم ندوة علمية بالمركب الثقافي بزاكورة  حول موارد الطين بجهة درعة تافيلالت والفخار التقليدي واليات التنميط وجودة الفخار والسراميك من تأطير: الدكتور لحسن كبيري استاذ جامعي و رئيس جمعية واحة فركلة للبيئة و التراث والمهندس عبد الحق بلمليح  رئيس جمعية الاسماعيلية للطين والمهندس كريم بنشمسي الخبير في السراميك.

الحديث عن الطين في الندوة خرج عن الحديث المألوف التقليدي الذي يعتبره الجميع عجينا صالحا لكل القوالب، وخارج عن الحديث اليومي البسيط الذي يقصد به الذم والتقليل من قيمة من له علاقة به في العمل بل كان الحديث عنه بناء على مرجعية علمية من حيث الاصل والمكونات والتكوين، ومن  حيث البعد الوظيفي التزييني والفني والتسويقي ، فالطين كما جاء في الندوة تركيبة معقدة ومعظم الناس يخلطون بين الحجر والتراب والأرض، والاهتمام بالطين  مرتبط بإنتاج " الغلة " او المحصول  وتتم دراسته لان التربة هي المادة الأولية  التي تصلح للكثير من الاشياء، ولابد من التعرف على نوعها الذي يختلف من مكان لآخر ومن منطقة جبلية لأخرى حسب التكوين الجيولوجي والترسبات الطينية وطبقاتها التي تشبه اوراق الدفتر .

وتبين من خلال مداخلة الاستاذ عبد الحق بلمليح أن الطين ذو قيمة مادية في التسويق اذا تم الاشتغال على ما يطلبه الزبون قبل التصنيع بناء على الذوق الجمالي والفني، حيث خرج الطين عن المألوف بدرعة تافيلالت الى استعمال جمالي بذوق فني رفيع من خلال نماذج تم الاشتغال عليها كقطع الزليج البلدي الذي تزين به المساجد الفاسية والقبب المكناسية و"الفيلالت " العصرية الفاخرة ،وما ذاك الا من صنع فخارين ظروف اشتغالهم لا تخرج عن اطار ظروف اشتغال فخاري درعة تافيلالت، مما يستوجب التلاقح بين الفخارين في كل الجهات للتعلم بالقرين لإنتاج وحدات مختلفة بجهة درعة تافيلالت، بدل الانحصار في " تزلافت ' و تحوارت" و" تقصرييت " و " الحسكة " و" تقنوشت " وغيرها من المنتوجات التي قللت الحداثة من قيمتها الوظيفية، فالمداخلة وجهت رسائل قوية للمسؤولين على القطاع مفادها ان فخاري درعة تافيلالت محتاجون للتكوين وتبادل التجارب مع  فخارين اخرين في مكناس وفاس واسفي ومراكش للخروج من طور التقليد الى طور التجديد حسب ما يتطلبه السوق، فالطين المادة الأولية هو طين سواء في درعة تافيلالت او في مكناس او فاس والأفرنة متقاربة وبنفس الطريقة  لكن المادة الصناعية المروجة مختلفة وسومتها متفاوتة بشكل كبير لذلك بقي فخارو درعة تافيلالت في الطين و في الحفر التقليدية، وفخارو جهات اخرى ترقى وضعهم احسن بالمقارنة  حيث اضافوا تحسينات  وادخلوا الات حديثة على دق التراب وعجنه  قللت من تعبهم فتجاوزوا العجن بالأرجل وتضاعف المنتوج  وسوقوا بضاعتهم الكترونيا حسب ما يتطلبه الزبون.

الجانب الفني كان حاضرا في مداخلة المهندس كريم بنشمسي الخبير في السراميك والذي اشتغل في مداخلته على" اللوك" في الصناعة التقليدية وتجاوز البعد الوظيفي النفعي وقدم مثالا ب " الطاجين " الذي عرف تطورات في الصنع من الطاجين " لحرش "  الى الطاجين  العصري  وتحول الصانع من التقليدي الى  الصانع الفنان المبدع  من خلال تداريب وتكوينات تعلمه الذوق الفني والحس  الجمالي  في الصناعة الفخارية  بإدخال رسومات فنية حتى يتحول الاسم من صانع  للفخار الى فنان للفخار وبذلك يمكن للشباب ان ينخرط في المهنة بسهولة  ويُضمن لها الاستمرار في الزمان والمكان.

الندوة قوية بمكوناتها وتمفصلاتها وتوجه رسائل للمسؤولين على القطاع من تحت لتحت، رسائل مفادها ان صناعة الفخار تحسنت وتغيرت في جهات اخرى ولابد من التلاقح بين كل الجهات داخل الوطن من اجل الرقي بهذا الارث المادي ذي القيمة العالية اذا تم النظر اليه بعين عالمة ويقظة.

الندوة، حضرها  رئيس الغرفة وحرفيون  وطلبة وجمعويين لتختم بالنقاش الموسع وتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين  واليكم بقية الحدث بالصور.