زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

جاد الغيث ثلجا بأعالي الجبال وبالجنوب الشرقي ازداد لهب القحط ويبس شوك الصحراء فأدمى بيبوسته افواه ماشية عجفاء جف ضرعها وكثر ثغاؤها .. وباسول  اقليم تنغير تَبين حقيقة أن الفقر مازال مستداما بأوساط الرحل …تعب وعُري وغبار داخل الخيمة مكان الراحة والنوم ،ولا نِعمة يمكن ان ينعزل من أجلها الانسان هناك ،هم رحل منكسرون حين الحديث عن الرعي طالبين ربهم الغيث والجود لا يعرفون من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء ليقطعوا من أجلها المسافات الطوال على الأقدام، أو على مطية دواب ضامرة من البغال والحمير .

قطيعهم تهالك وبيع الكثير منه ،ولا عائدات من بيع الأسواق ، يستيقظون بكرة، ويسوقون ماشيتهم حتى الغروب ربما تجد نبتة شوكية تم نسيانها في الطريق الذي حفظته يوميا، لتعود في المساء أدراجها جائعة . تحكي " هدا"وبعفة نفس كبيرة، وايمان قوي بما قدر الله ، بمرارة عن حالها وحال اسرتها في وضْع مستعص ومقابل ذلك ابتسامة عريضة بما قدر الله وما وهب والرزق اقساط ... ولا على السنتهم جميعا غير الحمد ،وكم هو جميل حديثهم وابتساماتهم ونقاء تعاملهم، بالترحيب والسهل كان اللقاء ،وبالدعاء وانتظار تكرار الزيارة كان الوداع . جبال الأعالي مكسوة بعضها بالثلوج ،وجبال الجنوب الشرقي مكسوة بالغبار ،وساكنة الأعالي قد امطرت سماؤهم عشبا باعتبار مجاز ما سيكون ،ورحل الجنوب الشرقي اياديهم مرفوعة للواهب الذي يهب دون حساب.