زايد جرو - الرشيدية /جديد انفو

السلوكيات التربوية  لا تنتهي  بالقطع  داخل البنايات او بين الأسوار المدرسية  او بين المتعلمين أنفسهم  اوبين  الاطر التربوية ، بل تمتد الى خارج الاسوار وتنتشر بشكل سريع وقوي  في المجتمع والمحيط ،وتصبح حديثا مشتركا بين سوقة  الناس  وخاصتهم  في الشارع والمقاهي والاسواق  والبيوت والقطاعات الحكومية وغير الحكومية لان السلوك المدرسي  بشحنته الخطيرة يمس جميع الاسر المغربية  تصدره المدرسة للمجتمع باعتبارها محيطا وسطا بين الاسرة والمجتمع وهي التي تسهل عملية ادماج الاشخاص بشكل سريع ولبق في المجتمع الواسع.

الكل يدرك بان المدرسة ذات وظيفة قوية  وان المدرس اس العملية ولا يمكن ان يستقيم العماد الا به، وكل  المشاريع الاصلاحية  وكل الحكومات المتعاقبة تعتبر المدرسة  القضية الثانية  بالبلاد ويتحرك الكل من اجل انا المدرسة  الأم استنادا للدور التاريخي الذي ادته ومازالت تؤديه  في  ترسيخ القيم الانسانية والهوية الوطنية والوعي الفردي والجمعي  ،فلا ينكر دورها  الا جاحد  او متنكر ولا يمكن  الجزم  بان  بعض السلوكيات الطائشة والرديئة  داخل اسوار المدرسة هي  منتوج مدرسي  بل هي سلوكيات دخيلة من المحيط.

ومن اجل دورها المجتمعي  وتحت شعار "  مدرستنا مسؤوليتنا كاملين "  أطلقت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، عبر وسائل الإعلام السمعية- البصرية ومواقع التواصل الاجتماعي، المرحلة الأولى للحملة التحسيسية للتعبئة المجتمعية حول المدرسة في إطار  تنزيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51-17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي ثمن في مادته السادسة دور التعبئة المجتمعية في تحقيق أهداف إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وتجديدها المستمر باعتبارها أولوية وطنية ملحة ومسؤولية مشتركة بين الدولة والأسرة وهيئات المجتمع المدني والفاعلين  في مجالات مختلفة.

 الحملة  تهدف الرفع من  درجة الوعي الفردي والمؤسساتي  بقضايا المدرسة المغربية، وإشاعة ثقافة المشاركة المواطنة والمسؤولية المشتركة في مناصرتها والدفاع عنها و تعزيز الانخراط الجماعي في ورش إصلاح المنظومة التربوية والتعريف بالجهود التي تبذلها الوزارة مع شركائها للنهوض بالمدرسة المغربية و االمكتسبات التي تحققت في ظل الأوراش الإصلاحية.

المرحلة التحسيسية الاولى تتطلب وتستلزم الأجرأة والتنزيل ، والانخراط الفعلي باللقاءات والتضحية والتطوع ونكران الذات  والاشتغال في الميدان  على ثقافة الاستماع للمتعلم ودعمه  في بناء المشاريع الذاتية المستقبلية وتملكها بدءا من التبلور والتشكل حتى مرحلة التوطيد والتدقيق  والاشتغال ايضا على ثقافة العين بتهييئ الفضاءات وبتوزيع مطويات في الشوارع وربورطاج من المتعلمين والطلبة في الاماكن العمومية ونصب خيم متنقلة في الاحياء وفي الساحات  وتبليغ رسائل من خلال اندية المؤسسات ليحملها  المتعلمون للأسر وكذا انخراط  الجمعيات الشريكة للمؤسسات والنقابات والهيئات الحقوقية وغير ذلك من طرق ايصال الرسائل لكل القوى المجتمعية الحية حسب المقام  ولا يكفي بالقطع نشر البلاغ الصحفي للوزارة على صفحات المواقع الاجتماعية لتبرير الانخراط  بالتقاسم ،بل يتطلب الأمر مجهودا قويا  وزمنا  للحد او التقليل من خطاب التيئيس الذي مس المدرسة كسلوك ويتم الترويج له من عدميين  انتقاصا من المدرسة  التي كونت كل الاطر المغربية.

الوزارة تؤكد أن  المدرسة المغربية هي مسؤولية الجميع، وتدعو كل الفاعلين التربويين والاقتصاديين والمهنيين واالمثقفين ووسائل الإعلام وكذا الشركاء وجمعيات المجتمع المدني إلى جعل التعبئة الجماعية نسقا منظما شاملا يرسخ المسؤولية والمساهمة كل حسب موقعه ومجال اختصاصه لتقديم مختلف الدعم التربوي واللوجستيكي للنهوض بالمدرسة المغربية وجعلها مدرسة نموذجية ترقى إلى طموحات وانتظارات المواطنين فلنتعبأ جميعا وبكل اللغات وبجد ومسؤولية ودون تقصير او استخفاف  لنكون في مستوى  شعار التحدي " مدرستنا مسؤوليتنا كاملين " .