جديد أنفو - الرشيدية

أكد الباحث مصطفى تيليوا أهمية تفعيل مشروع تحديد المسالك والمدارات السياحية داخل إقليم الرشيدية، بتمظهراته المجالية والثقافية المختلفة، باعتباره تصورا راقيا لتسويق المنتوج السياحي الثقافي بالمنطقة.

وأبرز الدكتور مصطفى تيليوا، الذي يشغل مدير مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث بالرشيدية، في تصريح صحافي، أن تفعيل هذا المشروع يتعين أن يتم وفق مقاربة ومقاييس جديدة تسعى إلى تقديم هذا المنتوج، في قالب جديد وموضوعي يتماشى مع مكوناته الأساسية، ويسهل استجابة الفضاء السياحي لرغبة السياح، إضافة إلى تمديد فترة الزيارة السياحية للإقليم.

ويعتبر تحقيق هذه الغاية، يؤكد الباحث، الهدف المنشود لإستراتيجية تطوير السياحة بالإقليم، وذلك بأن تصبح سياحته سياحة إقامة، عوض أن تستمر كسياحة عبور، مضيفا أنه يمكن تقسيم الزيارة السياحية إلى تسع مدارات فرعية يغطي كل مدار منها منتوجا ثقافيا معينا تتشابه فيه المكونات الثقافية، مما يسمح بالتعرف بشكل أفضل على مختلف الحلقات المكونة للمشهد الثقافي، والتي تهم مدارات القصور والقصبات والواحات والخطارات والصناعة التقليدية والمآثر والأسواق والكثبان الرملية والكهوف والمغارات والنقوش الصخرية، ثم المدارس العتيقة والمكتبات.

واعتبر مدير المركز أن هذا المشروع الكبير والنموذجي يعد من أفضل المشاريع السياحية التي يمكن أن يعرفها الإقليم، خاصة في جزئه الواحي والصحراوي، والذي سوف يساهم في تطوير الممارسة السياحية، ويحسن الوضعية الحالية لمجموعة من مناطق الإقليم، دون إغفال عملية التشوير التي سوف تسمح للسياح بالتوفر على دليل سياحي يمكن من ولوج مختلف هذه المدارات ومعرفة مكوناتها الأساسية.

وبهدف إعطاء دفعة جديدة لمفهوم السياحة الثقافية بالإقليم يرى الباحث أنه يتعين اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات الضرورية، والتي بإمكانها أن تطور وتؤهل العمل الثقافي، من قبيل تحويل المجال السياحي من النمط التقليدي إلى نمط جديد، تضطلع فيه الثقافة بدور بارز، وذلك لكون السياحة الثقافية هي المجال الامثل لخلق الترابط بين “السياحة الثقافية هي المجال الأمثل لخلق الترابط بين الثقافة والتنمية" .

وحتى تصبح السياحة الثقافية وسيلة من وسائل التنمية، يقول مصطفى تيليوا، وحتى تصبح السياحة الثقافية وسيلة من وسائل التنمية، يقول مصطفى تيليوا، “لابد أن ترتبط بالمجتمع المحلي، ولابد من تطوير وتفعيل مشاركة المجتمعات المحلية في تنمية وتنظيم وإدارة العملية السياحية”، معربا في هذا الاطار عن اعتقاده بضرورة البحث عن أكبر مساحة ممكنة للالتقاء والتقارب بين السياحي والثقافي وهو التقارب الذي يجب أن يؤسس من خلال دراسة التراث وتنظيمه من طرف الفاعلين الثقافيين.

وإذا كانت السياحة الثقافية تنبني، أساسا، على استكشاف الغير من خلال الاطلاع على ثقافته وحضارته، فإن المواسم والمهرجانات الثقافية، يؤكد مدير المركز، تشكل مادة دسمة لهذا النوع من السياحة، على اعتبار أنها المرآة التي تعكس بصدق ما تختزنه الذاكرة الشعبية من حمولة ثقافية وتراثية متجذرة في أعماق التاريخ.

ودعا تيليوا، في هذا السياق، الى القيام بمقاربة علمية وموضوعية للطريقة التي ينبغي اعتمادها في إحياء هذه المواسم والمهرجانات والقيام بدراسات وأبحاث علمية قصد التعريف بمقومات التراث الثقافي، والعمراني الذي تزخر به المنطقة مع اتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة عليه واستثماره ووضع جرد للممتلكات الثقافية الثابتة والمنقولة باعتبارها جزءا من التراث الثقافي والفني والاثنوغرافي والتعريف بالمقومات الأثرية والاثنوغرافية وما تعكسه من حمولة تاريخية مشبعة بالرموز والدلالات. كما يتعين، بالخصوص، العمل على تدوين التراث من عادات وتقاليد وأعراف وفنون وحرف أصيلة وإشراك الجماعات المحلية في دراسة الحاجيات وإعداد الاستراتيجيات الثقافية الملائمة

المصدر: و.م.ع