محمد مرادي - خنيفرة / متابعة

أكد المندوب الجهوي لوزارة الثقافة لجهة بني ملال / خنيفرة في مداخلة له في اليوم الدراسي المنظم مؤخرا بخنيفرة حول الثقافة ودورها في التنمية المستدامة، أن الإقليم هو العاصمة الثقافية للجهة بدون منازع لما يزخر به من تراث مادي ولامادي، ولغنى بنيته التحتية التي تعرف تطورا مهما، مشيرا إلى كونه يتضمن ثمانية مواقع تاريخية وطبيعية مصنفة ومنها قصبة موحى أحمو الزياني وأكلمام أزكزا على سبيل المثال، وأربعة أخرى في طور التصنيف ومنها فزاز وقلعة إغرم أوسارأو ما كان يعرف بمعدن عوام.
 
مداخلة المسؤول الجهوي على قطاع الثقافة أثارت اهتمام ممثلي الجماعات والجمعيات ورؤساء المصالح والإعلاميين الذين حضروا اللقاء، ليس لأنه "وشهد شاهد من أهلها فحسب"، وإنما لأنه مع كل هذا الاعتراف الرسمي، يبقى هذا التراث بالإقليم مهمشا وما يزخر به من آثار معرضا للاندثار دون أن تستفيد منه الأجيال الحالية أو الصاعدة محليا، وطنيا أو عالميا، ودون إيلاء العناية اللازمة لهذا الموروث الثقافي الذي من شأنه أن يلعب أدوارا مهمة في إرساء معالم تنمية مستدامة بالإقليم.
 
فإقليم خنيفرة بكل ما تم جرده وما ينتظر أن يتم جرده من تراث طبيعي أو تاريخي في شقه الملموس، وما يعرف به من تراث غير ملموس، لا يتوفر حتى على مندوبية أو مديرية إقليمية للثقافة أو للسياحة، تعمل إلى جانب المهتمين بالشأن الثقافي بالإقليم على نفض الغبار على هذا الرأس المال الثقافي وتثمينه حتى يعطي قيمة مضافة لهذه المنطقة التي ليست لا بالصناعية ولا بالفلاحية، ويساهم في ازدهارها .
 
وعليه، دعا المشاركون في هذا اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس الإقليمي لخنيفرة بتعاون مع الجماعة الترابية خنيفرة حول موضوع" الثقافة رافعة للتنمية بالإقليم" بمقر عمالة الإقليم، إلى إعادة النظر في صيانة وتثمين المواقع الأثرية والمؤهلات الطبيعية بالإقليم، وإلى إنشاء "حاضنة" لمشاريع ثقافية يشتغل فيها جامعيون ومختصون في ميدان الثقافة من أجل خلق مقاولات محلية صغيرة ومتوسطة في هذا المجال، والخروج بصناعة ثقافية إبداعية، إيمانا بأنها صناعة مشغلة لا تتطلب إلا الإبداع، ولا تحتاج إلا للعنصر البشري ، تشجيع آليات تسويق المنتوج الثقافي المحلي عبر مختلف الوسائل المتاحة، تنظيم أيام حول الثقافة يشارك فيها كافة المهتمين بالميدان،وخلق لجنة لتشخيص وجرد التراث بالإقليم وكيفية تثمينه.
 
كما تمت الدعوة في إطار الجهوية الموسعة المتقدمة، إلى إنشاء أقطاب بالجهة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل إقليم على حدة، ووضع إستراتيجية ثقافية تراثية وتمكين إقليم خنيفرة من لعب أدوار طلائعية مهمة في ميدان اقتصاد المعرفة كقطب علمي ثقافي وسياحي له خصوصيات وطاقت واعدة ، سيما وأنه في الوقت الراهن يقول الأستاذ لحسن شيلاص، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، أضحى الاعتماد على المعرفة واقتصاديات الثقافة من أولويات برامج التنمية، وأن الاقتصاد أصبح يتعامل مع صناعات معرفية أداتها العقل وترتكز على الابتكار،وأنه من أبرز خصائص اقتصاديات الثقافة: خلق الثروة وفرص العمل، وإنتاج القيم والمعرفة. ومن ثم اعتبر دعم الدولة للمشاريع الثقافية عاملا حيويا وتحفيزا لصون النسيج الثقافي وحثه على الإبداع والمنافسة في سياق العولمة وتنامي المتوجات الغير المادية.
 
وقد أطر هذا اليوم الدراسي الذي حضره عامل الإقليم لما يوليه من اهتمام لهذا القطاع حسب المتدخلين، كل من الدكتور عبد العزيز الجزولي، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس والذي تحدث عن قانون الثقافة وأبعاده في التنمية المحلية ، الأستاذ أحمد عيدون المتخصص في اقتصاد الثقافة والباحث في علوم وفنون الموسيقى، الذي تناول بالدرس والتحليل موضوع مكونات اقتصاد الثقافة ودورها في التنمية المحلية، وأخيرا الأستاذ مصطفى القاديري، أستاذ في علم الأنتربولوجيا بكلية الآداب بالرباط والمهتم في أبحاثه بالأطلس المتوسط، والذي تحدث عن تأصيل الثقافة للإقليم على ضوء معلومات تاريخية وانتربولوجية وتوظيفها الثقافي للتنمية المحلية انطلاقا من تجربته مع فيلم بوكافر 33.