زايد جرو - الريصاني / جديد انفو

توالت وتتابعت الحرائق بواحات الجنوب الشرقي الصيف المنصرم، وتضرر  المنتوج الفلاحي التقليدي وضاعت أعداد كبيرة من اشجار النخيل والتي يصعب تعويضها بشكل سريع لتستمر الواحة في الحياة  ويحافظ الفلاح على دخله ببيع التمر  للتخفيف من ثقل  العيش وتدبير امور الحياة ، فالحرائق  تكررت و أبكى  أثرها العين وأرعب الساكنة  للارتباط التاريخي الشديد  بالواحة باعتبار مكوناتها  ومشغولاتها ارثا ماديا قديما وثقيلا بدرعة تافيلالت  .

إطفاء الحرائق كان صعبا ومتعبا ولم يتم إخماده الا بشق الانفس لصعوبة تنقل لوجستيك الوقاية المدنية  في مسالك ضيقة بين النخيل والزيتون واحواض المياه، مما استوجب استعمال الطائرة في الاخماد، فتظافرت الجهود وبمساعدة الساكنة والسلطات كل حسب طاقته تم اخماد النيران  لتتكرر في مناطق اخرى وبنفس الطريقة وبنفس المعاناة للتشابه الموجود بين الواحات.

بنية الواحات بالجنوب الشرقي متشابه وواحة  قصر "مزكيدة "  التاريخي الذي استقر به  الشريف النزيه السيد المتوكل على الله احد ابناء المولى اسماعيل الذي استهوته واحته واستقر بها  وأهله كما ورد في كتاب الدرر البهية والجواهر النبوية من تأليف الشريف العلامة مولاي ادريس الفضيلي في الجزء الأول منه  من ص 193 فما فوق  استقر بها فبنى مسجدا متميزا بقبب  تكاد تنعدم في باقي مساجد تافيلالت ، واحة القصر  لا تشكل الاستثناء فهي معرضة للتلف  بالحرائق  ،نخيل شائخ  وبطول عال وخَلَف قليل لانشغال معظم  الشباب بأمور حياة جديدة وهجرة الكثير من الساكنة لمدن بعيدة او قريبة وبقي بعض الفلاحين يمارسون النشاط الفلاحي التقليدي رغم قلة الماء وشح الامطار ،اعشاشها تنذر بكارثة وتستنجد ساكنتها من اجل محاربة كل مسببات الحريق بتقليم النخيل وتنقية من " المغصوب " الجريد اليابس السريع الاشتعال، وقد تتطلب التنقية يدا عاملة مهمة  وايام عمل مؤدى عنها وذاك هو الصعب على الفلاحين الرابضين بالمكان والذين يتنفسون بالكاد فرجا من حين لآخر، وتستوجب  المعالجة تدخل القطاع الفلاحي ووكالة تنمية الواحات لتقديم ما يلزم من المساعدات  لتنقية هذه الأعشاش اما بإعادة تدوير الجريد وطحنه او بإزالة شوائب النخيل واحراقها بعيدا عن الساكنة او التعاقد مع تعاونية  

النهضة للتنمية الفلاحية  من اجل ايجاد حل لتبدأ التنقية بالاعشاش المجاورة للقصر حتى وان قدر الله حريقا يكون بمنآى عن الساكنة  ،فهناك تدخلات على مستوى الطاقة الشمسية وحفر بئر لضخ مياه السقي وعُقدت لقاء تحسيسي  بالجمعية  حول امراض النخيل  ووعد المسؤولون منذ مدة بالتدخل من اجل تنقية الواحة  من شوائب النخيل  لكن مازال الحال على  حاله.

تجنب الحرائق  يتطلب  إرادة حقيقية وفعلية وتدخلا مباشرا فعليا  ملموسا ومشاهدا للحفاظ على استمرار حياة الواحة ومساعدة  ساكنة الواحة  لتجنيد عمال مياومين  لتقليم النخيل واتلاف كل ما هو يابس وجمع بقايا الزجاج  او التوسط  لعقد شراكة  مع  تعاونيات اخرى بالمنطقة لها تجربة في تنقية الاعشاش لمقاربة مجالية حقيقية والحد من الهجرة  ومواجهة التغيرات المناخية والحفاظ على المحيط البيئي   ليستمر المخطط الاخضر وبشكل اوسع وتجنب خسائر الحرائق والتي تتكرر من حين لآ خر في كل واحات الجنوب الشرقي كلما حل فصل الصيف.