زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

"اللي مَاتْ ليه بّاه أوسّدْ الركبة واللي مات ليه مّو أوسّدْ العتبة" من الأمثال الشعبية المتداولة بجهة درعة تافيلالت التي تعبر عن مكانة الام في التوازن النفسي والاجتماعي  لتستمر الحياة بشكل طبيعي ،وبنية المثل لغة ومتنا تعبر بشكل ضمني افتراضا عن الحالة النفسية المتولدة بعد فقدانهما معا دفعة واحدة، فالصورة خير معبر عن هذا الفقد الافتراضي المحتمل ،حيث تبدأ حياة متولدة وجوديا يصعب التخلص منها بسهولة فنام الوالِدان بسلام ،ونام الطفل أيضا بسلام بين دفء الأموات فتعانقت  ببراءته الحياة والموت  وهي صورة تبعث  على القرف و المعاناة والمآسي في هذه الحياة التي يعيش فيها الإنسان  أيامه ولياليه وساعاته بالصورة الاعتيادية  يقتات من الالم دون أن تنتابه أحيانا حياة وجع الآخرين  المليئة بثقل الأعباء وجمرة  الألم.

رؤية الطفل للحياة بعد فقد الوالدين رؤية عبثية غير اعتيادية وهي فوق الرؤية المباشرة المجسدة واقعياً، فتجاوز بها  الواقع إلى ما بعده  في جذور اللاوعي البشري العميق، الطفل يحاول عبثا أن يعيد  التوازن للحياة  بواقع متخيّل، واقع يكون بديلاً للواقع الحقيقي الذي يشير  إلى الوجه المظلم في الحياة بعد الفقد ، بذبح  الطموحات الحاضرة المعيشة  للحصول على فرصة العيش  بين أجنحة الموت بسلام، عيش سليم بعيد عن الحقد والكراهية  نشدانا لحياة مثالية.