محمد مرادي - خنيفرة / متابعة

نظمت فعاليات المجتمع المدني بخنيفرة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للصحة يوم الخميس 16 يناير 2020 حملة واسعة للتبرع بالدم بالمستشفى الإقليمي تحت شعار "من أجل إنقاذ مرضانا".

وقد لبى ما يناهز 120 متبرعة ومتبرعا نداء هذه الجمعيات التي اعتبرت هذه العملية عملا إنسانيا وسلوكا نبيلا قبل أن تكون إجراء طبيا لضخ كمية هامة من الدماء في قسم تحاقن الدم بالمستشفى من اجل إنقاذ أرواح العديد من المرضى والمصابين .

ويهدف المنظمون من خلال هذه البادرة التي استحسنها الجميع، توعية الساكنة من جهة بنشر ثقافة التبرع بالدم والمساهمة في سد الخصاص الذي يعرفه المستشفى في هذا المجال، وبأهمية التبرع بالدم ودورها في مساعدة وإنقاذ أخوات وإخوان محتاجين لهذه المادة الحيوية بل وتتوقف حياتهم عليها ، ومن جهة أخرى بأهمية هذه العملية من ثلاث إلى أربع مرات في السنة للمتبرع نفسه، بحيث يكون التبرع في كل مرة بكمية لا تتعدى حوالي 450 مل، العلاج الأنسب لبعض الحالات المرضية المستعصية ومنها الشقيقة أو الصداع النصفي والتئام الجروح بسرعة كقرحة المعدة ،كما أنه يقلل من مخاطر الإصابة بمرض القلب أو السرطان، ويزيد من نشاط الدورة الدموية، إضافة لزيادة الحيوية والنشاط فى الجسم،علما أن المتبرع بالدم يسترجع الكمية التي تبرع بها في وقت قياسي : البلازما و الكريات البيضاء خلال 24 ساعة ، الصفائح الدموية بعد 7 أيام، والكريات الحمراء بعد أربعة أسابيع في المعدل، هذا بالإضافة إلى الأجر والثواب الذي يتلقاه من خالقه طبقا لقوله تعالى " من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، هذه الآية الكريمة التي من بين ما جاء في شرحها ما معناه أنه من ( أحياها) أي أنجاها من غرق أو هلك فله أجر من أنجى الناس جميعا.

وفي تصريح للجريدة، عبر العديد من المتبرعين عن اعتزازهم بمشاركتهم في هذا العمل الإنساني الذي اعتبروه ممارسة تضامنية بل وواجبا تطوعيا، معلنين عن استعدادهم التبرع ليس بالدم فحسب، بل وبأحد أعضائهم كالكلية إذا ما توقفت حياة إنسان على ذلك، لكنهم بالمقابل ،طالبوا من اعتبروهم بالمفسدين في المستشفى على حد تعبيرهم ب"الكف عن امتصاص دماء الفقراء والمعوزين من المرضى وجيوبهم سعيا منهم للاغتناء السريع"، كما طالبوا الجهات المعنية بتوفير الموارد البشرية الكافية والتجهيزات الضرورية لتلبية حاجيات ساكنة الإقليم.

يذكر أن حملة التبرع بالدم هذه، عرفت تنظيما محكما لعب فيها الطاقم الطبي وشبه الطبي دورا فعالا ساهم في إنجاحها، وقد مرت العملية في جو حماسي عبر من خلاله المنظمون والمتبرعون على حد سواء عن روح التضامن والتكافل بين مختلف شرائح المجتمع، معلنين عن استعدادهم لتكرارها كلما سنحت لهم الفرصة بذلك، داعين الخنيفريات والخنيفريين الذين لم تسمح لهم الظروف بالمشاركة في هذه الحملة إلى تلبية نداء الواجب كلما تمكنوا من ذلك، لأن المرضى والمصابين في حاجة دائمة إلى الدم ، ومركز تحاقن الدم يرحب بهم في كل وقت وحين.