الناصري - جديد انفو / متابعة

تتميز المرأة الأمازيغية في منطقة شمال إفريقيا بالوشم، الذي يبرز على جبينها أو رقبتها وحتى على قدميها في بعض الأحيان. فهو أول ما يشد انتباهك عند التحدث لأي امرأة مسنة من أصل أمازيغي لوشم بعد جمالي عند الأمازيغ لكنه يحمل الكثير من الدلالات، فالمجتمع كان يفتقد للتواصل خصوصا بين المرأة و الرجل، فتلجأ المرأة إلى تلخيص ما تريد قوله على جلدها. فعلامة زائد مثلا في الخد تعني حرف التاء، وهو أول حرف من كلمة (تامطوت) أي المرأة الجميلة باللغة الأمازيغية، أما الرسوم التي توشم على النهدين فتدل على الخصوبة في النسل.

وللوشم كذلك في معتقدات الأمازيغ دلالات أخرى، فالبعض يعتقد أنه يبعد الأرواح الشريرة، وهو مايفسر اللون الأزرق في بعض الأوشام الذي كان يعتقد أن له أثرا مضادا لهذه الأرواح.وقد استخدم المصريون القدماء الوشم علاجا ظنا منهم أنه يبعد الحسد، كما كان معروفا لدى الصينيين والهنود و السومريين والأشوريين والبابليين والفرس.وتمتد هذه الممارسة،بحسب المؤرخين، إلى مرحلة ما قبل دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا ذلك أن الفتاة من أصل أمازيغي كانت توشم من سن الخامسة من طرف مهاجرات غجريات في طريقهن بالمنطقة يسمين نساء “أداسياس”.ورغم اعتناق الأمازيغ الإسلام، لم تندحر ثقافة الوشم، بل أصبحت الصفة التي تميز المرأة الأمازيغية عن غيرها في المنطقة .