زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

اغرورقت  عين السائح الفرنسي " سبستيان " من وفد السياحة التضامنية بمرزوكة ولم يستطع التعبير امام المشهد الكوني لغروب الشمس  بمرزوكة فخانه التعبير امام ميكروفون الجريدة وطلب بعض الوقت لأخذ النفس من اجل النبش عن قاموس يليق بالمقام فهي المرة الأولى التي يرى فيها الشمس تحتضر وتغادر عالم الاحياء لعالم آخر فوق رمال ذهبية مودعة على استحياء وخجل،  لم يطق  سبستيان فراق الدفء وعذاب الوداع ، والظلام ساعتها بغضبها انتشى ،وهلَّ بانكسارها الشفق فتسللت خيوط الليل  نحو الفضاء الخالي المخيف الذي انفردت به الشمس طول اليوم . لون غروب شمس ولا أجمل منه ولا أروع عند سبستيان  فلم يدنسه دخان المحركات ولا خليط الغبار ولم تصله ريشة فنان متذوق للجمال

غروب شمس  يوم الاحد الماضي انعكست فيه اللحظات هادئة وديعة ووداعة ،وكأنها عروسٌ زينت بكل الألوان البهية فتوارت خلف حجاب الحياة تنبئ بلحظة ولادة جديدة .غروب ألهم الوفد السياحي التضامني  بأن ساعات الوداع أكثر حرقةً من ساعات الوصال، غروب منح السكينة بختم النهاية بلحظة ساحرة ، وبرسم أجمل وأروع وأعظم اللوحات التي تتفرد بها مرزوكة عن غيرها من الأماكن الأخرى.

ولم يكن حال سبستيان لوحده بل حال الموريطاني والنجيري  اللذين حنا لبلادهما وتمددا  فوق الرمال استئناسا بعيدا عن عالم  الفوضى واوحى اليهما المكان بالطفولة في افريقيا الشقيقة   اما الروسي الذي يعيش فوق جبال من الثلج فقد بَح صوته وانكسرت عينه  والصورة  بالنسبة له لن  تتكرر على مر الحياة ولو تكرر الغروب دهورا وأحقابا ،فالغروب يكرر نفسه لكن الحدث فيه لن يعود بالقطع لتغير سيرورة الحياة.

حكاية  غروب الشمس مع  وفد السياحة التضامنية  كسفراء للسياحة التضامنية سيكون له النفع الكبير على جهة درعة تافيلالت  من خلال واحاتها ورمالها وخطاراتها  سينعكس اثرها بالاكيد مستقبلا على السياحة المحترفة.