زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
مرزوكة تحج إليها الوفودُ منذ الأزمان لتمتع العينَ بالرؤيا وتشفي المرضى بالدفن، فيركب محبو الهدوء الجِمال والنوقَ المتمايلة فوق الرمال وهي ترقص بالحِمْل قبل الشروق وقبل الغروب، تحمل الركبان في رحلة حالمة في فضاء، امتزج فيه التشكيل بالتخييل فيلجم الهدوء الراكبين الا من صوت حادي العيس الذي يختلس النظر ويسترق السمع من حين لحين .
مرزوكة الان في زمن كورونا زارها الصمت وأخرجت الشعاب حمولاتها الطبيعية غير المسبوقة منذ سنوات، ومن جوفها طلعت حيوانات ونباتات شوكية كانت في السابق عشبا لماشية الرعاة فعاد ثعلب الصحراء للظهور وعادت الذئاب للعويل والشرشمان اوسمك الرمال للسباحة بين حبات الرمال الذهبية الصفراء المتماسكة .و الضباب والقنافذ غادرت جحورها في حرية بحثا عن زاد تخبئه لزمن السبات،
والغزلان غير بعيدة عن المكان أغراها طيش الشباب تلهو وتقفز بحرية، وطيور النحام والبط تستمتع بالغطس بضاية السراج وعادت افعى " م تسكاوين او الافعى صاحبة القرنين او القرون للاختباء بطريقتها المألوفة التواء والعقارب والخنافس والحشرات بشتى الاشكال والاحجام رسمت على الرمال بقايا اثر تنقلها بالليل والنهار بوداعة لتعود حياة الوحيش الطبيعية حيث البقاء للأقوى والحق للأصلح وكل شيء في هذا المكان هو طعم لشيء اخر .
غروب الشمس بمرزوكة في زمن كورونا ولا أجمل منه ولا أروع بمنطقة سكنتها قبائل ايت خباش منذ الاحقاب فكانت السكن والمسكن والمورد والعيش والمعيش ، غروب لم يدنسه دخان ،ورمال لم يخالطها غبار .
رمال مرزوكة الان مكان تنعكس فيه اللحظات هادئة وديعة وبوداعة، وكأنها عروسٌ زينت بكل الألوان البهية الطبيعية، فتتوارى الشمس خلف حجاب الحياة تنبئ بلحظة ولادة جديدة . غروب يلهم العشاق بأن ساعات الوداع أكثر حرقةً من ساعات الوصال، غروب يمنح السكينة بختم النهاية بلحظة ساحرة، وبرسم أجمل وأروع اللوحات التي تتفرد بها مرزوكة البهبة عن غيرها من الأماكن في العالم ..
