زايد جرو - جديد انفو / متابعة
في زمن كورونا تضرر القطاع السياحي كثيرا بمرزوكة كباقي المواقع السياحية العالمية، القطاع الذي يشغل يدا عاملة كبيرة مباشرة اوغير مباشرة، وكم اشتاق السياح من داخل الوطن وخارجه عودة الحياة العادية لتعود مرزوكة العالمية لعالميتها ،وتعود الساكنة لممارسة انشطتها السياحية التي تدر عليهم مدخولا اقتصاديا اساسيا في غياب أي حركة اقتصادية أخرى غير دخل الواحة الذي لا يكاد يسد رمق العيش.
المشتغلون في القطاع السياحي الذين ينقلون السياح بين الكثبان الرملية متذمرون من وضعهم الاقتصادي الحالي الذي تتطلب فيه الجمال المتوقفة عن العمل الى الاطعام اليومي الذي يفوق 70 درهما يوميا للجمل الواحد حسب بعض المنعشين السياحيين لكي يحافظ الجمل على توازنه الغذائي، ومنهم من يملك العشرة ومن يملك الأربعين ومن يملك ما يزيد على ذلك بكثير .
الجمال اصبحت عالة على مالكيها مما اضطرهم لتركها ترعى طليقة او نقلها لمكان اخر فيه بعض الكلأ، فأصبحت تشكل خطرا على منتوج الواحة الزهيد وقد تتحرك هذه الابل اعتمادا على حاسة شمها القوية بحثا عن الخضرة مما اضطرها للبحث عن الزاد ولو بوسط المياه بضاية السريج كما يظهر ذلك من خلال الصورة اعلاه، رغم انها من المخلوقات التي تتأفف من المياء الا ساعة العطش.
الجمال تمد اعناقها الطويلة في البركة بحثا عن عشب غض ويجب الالتفات الى مالكيها بدعمها بالعلف والشعير والتبن لتحافظ على بنيتها ريثما تستأنف الحركة السياحية نشاطها، فالجمال المسكينة التي كانت تتنقل بين الكثبان وهي ترقص بالحِمْل قبل الشروق وقبل الغروب، تحمل الركبان في رحلة حالمة في فضاء، امتزج فيه التشكيل بالتخييل تحولت في زمن كورونا الى سفن في بركة مائية تقطف وتجتث بعض العشب الغائر هنا وهناك في الوحل بالضاية ولا حيلة لها غير الانتظار والصبر والتعايش مع حالة الطوارئ الصحية.
الجمال خلف حجاب الحياة بالضاية تنتظر ولادة جديدة بعد غروب شمس نهار طويل لم يأت لها بجديد وكل أمانيها كمالكيها أن تتحول السكينة حركة لرسم أجمل وأروع اللوحات الممتعة والمؤنسة التي تتفرد بها مرزوكة عن غيرها من الأماكن في العالم ..

