محسن الأكرمين - مكناس / متابعة

قد نرفع رسالة مفتوحة لمن يهمه أمر تدبير المدينة بالجمالية البيئية، قد نعنون رسالتنا "أوقفوا هذا العبث من الإصلاحات أمام كلية العلوم، باب القزدير الزيتون". فتلك الإصلاحات الطويلة الأمد بالبطء، والأشكال الهندسية (داخلة في خارجة) قد أفسدت جمالية موقع باب القزدير التاريخي، قد أدت إلى قطع مجموعة من الأشجار الشامخة التي كانت محاذية لكلية العلوم (جامعة المولى إسماعيل).  

"أوقفوا هذا العبث من الإصلاحات أمام باب القزدير، من فضل سيادتكم ... "، ما يربو عن سنة والأشغال متقطعة ولا نعلم السبب، فحين تلاحظ تلك الهندسية تجد نفسك أنك حتما بمكناس الزيتون، والتي صنعت بها مدارتين بالقرب وبعبقرية العلامة الحصرية الفريدة، أبدعت فنا تشكيليا لم نشهد له مثيل، أشكالا هندسية تشابه لعبة كارتونية في ساحة تاريخية برمزية التثمين، لأول مرة في التاريخ وبالزيتون على الخصوص يتم هندسة مدارتين بالقرب القريب (الكبيرة في الصغيرة) ، قد لا نعلم السر من عبقرية التصميم إلا تخفيض السرعة وخنق سيولة السير. لأول مرة ترى الإبداع على الأرض مثل مسارات تعليم السياقة (ادخل من هنا)، (اخرج من هنا)، (وقف أنت هنا) ... إنها أشكال تشوه الموقع التاريخي (باب القزدير) والذي يشهد التاريخ أن جزءا من معركة الماء لحلو قد اندلعت بمحول الماء القريب منه.

نقول "أوقفوا هذا العبث من الإصلاحات بباب القزدير رجاءا منكم..." قد لا نحمل كاميرا تصوير حتى لا يقول عنا السيد الرئيس" كل من حمل آلة تصوير أصبح مهندسا..." الآن، نحمل قلم مداد ونطالب بملتمس لا رقابة (أوقفوا هذا العبث غير المنتهي لا في الزمن، ولا في المكان...سيدي الرئيس). لسنا بمهندسين، لسنا إلا من أبناء حي الزيتون، ونعتز بالانتماء. 

"أوقفوا هذا العبث من الإصلاحات بباب القزدير سيدي الرئيس" يمكن أن نعلن بتمام التشبيه أن حي الزيتون يعيش تهميشا، يعيش ضمن خانة غيابه من رؤية مكتب المجلس . نعم سيدي الرئيس، هي حاجيات كثيرة تم ويتم إغفالها وتغافلها بحي الزيتون العريق حتى غابت عنه أوجه المظاهر الحضارية وأضحى تجمعا سكانيا فقط، ويعيش ظروف احتقان متتالية مع البطالة والانحراف والهشاشة.

نقول سيدي الرئيس "أوقفوا هذا العبث من إصلاحات توأمة المدارتين..." فالتنمية متوقفة بالحي. سألني أحد رجالات الحي قائلا: لما لم يرتجل السيد الرئيس السير جمعة بجلبابه التقليدي ويحضر إلى تلك الهندسة العجيبة للمشاهدة و إبداء الرأي، كما فعل في شارع الجيش الملكي؟ لما لا يستعمل السيد الرئيس سلطته التوجيهية ويعدل من تلك الممرات والمنحنيات والرؤوس الناتئة ؟ لما لا يجتمع السيد الرئيس مع فعاليات المجتمع المدني بحي الزيتون للإنصات والحوار وتجميع انتظارات الساكنة؟ لما لا يقوم السيد الرئيس بجولة بالحي ويلاحظ بالبينة أن حي الزيتون لازالت به الطوارات من الحجر الصلب ومن عهد (المجلس الاشتراكي بمكناس) وتستحق متحف التاريخ !!! لما لا يأتي السيد الرئيس محملا بملفات مبادرات إستراتيجية واقعية إلى حي الزيتون و الدفع إلى خلق توازن في توزيع المرافق الترفيهية والثقافية والرياضية بالعدل على خارطة مكناس. 

قد نرفع رسالة مفتوحة لمن يهمه أمر تدبير المدينة بالإصلاح والجمالية البيئية سادتي الكرام...، فمن حق ساكنة الزيتون مستشفى القرب المتعدد الاختصاصات، من حقهم سوقا نموذجيا، من حقهم مركزا (سوسيو ثقافيا ورياضيا) يقلل من الانحرافات الجانبية ويبعث الأمل في شباب الحي، من حقهم بنية طرقية مهيكلة وإضاءة ليلية بالمستوى الجيد، من حقهم بناية أمن مداومة تسهر على تأمين الممتلكات والأنفس، من حق ساكنة الزيتون الافتخار بأن السلطان المولى إسماعيل قد أفردهم بالامتياز وعاش بينهم.