زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

الدهبية  او ' إزي ن ْلعنصرت 'عند بعض قبائل ايت عطى حشرة  طائرة تظهر بالجنوب الشرقي من فصيلة الخنافس  وسميت كذلك للونها الاصفر الذي يغلب على اللون الأخضر والذي تأخذه من لون النباتات ولا تظهر الا صيفا عندما تشتد الحرارة في قيلولة لا يتحرك في حرها غير الأطفال الذين يبحثون عن  'التمر البكري ' والطيور وبيضها من أجل العبث  به أو من اجل ' شوي ' فراخها  والاستمتاع بأكل لحمها الذي يطهى على نيران بين حجارتين منصوبتين لذات الغرض بجمر " عيدان" تجمع من هنا وهناك  او بحرق بقايا 'مغصوب ‘ النخيل وقد تفي بالغرض ،ولا يهم ان كان الرماد اكثر من اللحم المشوي.

عندما تشتد القيلولة يخرج الأطفال في مجموعات او فرادى بحثا عن ' الدهبية ' التي تطير بسرعة فائقة وتحدث طنينا بأجنحتها يسمع صوته من بعيد فتتم المطاردة  ف ' كَمون " الفصة الذي  تقصده الدهبية او الدهبيات خاصة حينما تورق الفصةوتزهر فتجلب هذه الحشرة الباحثة عن الرحيق باعين مفتوحة وبصرها ضعيف فكم مرة تلطمك وتتترك ندوبا غير غائرة على وجهك ولا تكترث بالامر ولا تبحث بالقطع عن مرأة النساء المخبأة باحكام والملطخة احيانا ببقايا الحناء المخضبة لتستمتع بوجهك ولو قليلا لان الجمال من اسرار النساء في قصور وقصبات درعة تافيلالت وقد تتخذ  ' الدهبية السدرة 'مكانا لها بحثا عن رحيق  قد تجود به  الشجرة المشوكة في عز الصيف.

الدهبية فيها أنواع من حيث الحجم  ونفرق بين الذكر والانثى بكون الذكر نحيفا وسريع التنقل  اكثر وبأجنحته الرقيقة ..وكلها مواصفات غير دقيقة للتمييز بين الجنسين ، لكننا وبالفضول نميز بينهما اثناء التزاوج الذي نستمتع كثيرا بمراقبته ومتابعة فصوله والذي يطول حتى نتعب ونضطر لفصلهما ونقطع " السركوي "  بين الذكر والانثى مقهقهين ونرحل.

القصة الكاملة والممتعة  للدهبية حين ترغب  في ان تبيض  لك بيضات فتبحث عن علبة فارغة ل "لوقيد"  او زجاجة او علبة شاي فارغة وتضعها في وسطها مع بعض الأوراق من الفصة او النعناع وتغلق العلبة  بإحكام حتى الصباح ،وتفتح ولا تجد بيضا وتغلق من جديد ولا تجد، وتبحث لها عن الذكر للتزاوج والامتاع والمؤانسة وتفتح وتجدها في ذمة الله ،وآذا كنت محظوظا فقد تبيض لك في اليوم الاول لكن ماذا تصنع بهذا البيض لاشي ،فتموت الدهبية  المسكينة وتعبث ببيضها المملوء بالماء .

الدهبية ارتبطت في الجنوب الشرقي بالخصب لأنها تلد بيضا كثيرا وربما يتطلب ظروفا بيئية معينة ليفرخ ،ولكثرة البيض وعدم التمييز بين الذكر والانثى فيه تداول الناس حوله عبارات مأثورة من قبيل ' اشقلبي اشقلبي يا الدهبية  واش تولدي وليد ولا بنية  ' وهي العبارة التي تردد حين تقلبها على ظهرها وتستمتع بمعاناتها بنوع من السادية وهي تتقاتل من اجل  اخذ وضعها الطبيعي و العبارة ايضا توصف بها النساء عند ألم المخاض ، وعيب ذاك الوقت ان تنقل المرأة للمستشفى من اجل الولادة ،وعند صراخها الذي لا يجب ان يسمعه غير النساء ،تردد النساء خلسة مع ازواجهن  نفس عبارة ‘ اشقلبي واشقلبي يا الدهبية واش تولدي وليد ولا بنية ‘ في انتظار نهاية المخاض ، والله وحده يعلم ما ستضع فان كان  المولود ذكرا سكت الجميع ،وان كان المخاض انثى  قهقه الجميع خلسة دائما مرددين عبارة ' الدهبية  ولدات بنية ' ولله في خلقه شؤون.