زايد جرو - الرشيدية / جديد أنفو (الصورة تعبيرية )

ثلاثة أشهر متتابعة من الحجر الصحي ولم يستفد المواطنون بعد من الدروس التي  تلزمهم باتباع التدابير الوقائية، التي ما فتئت وزارة الصّحة توصي بها عبر حملات إعلامية وتّواصلية وإشهارية  في ظلّ استمرار انتشار الوباء و تسجيل إصابات جديدة بالفيروس كل يوم في صفوف الساكنة.

المواطنون يستخفون بالوباء  ويبدو ان الفيروس  لم يعد يخيفهم، وأصبحَ التجوال في الشوارع عادة يومية  دون كمامة ، وبازدحام كبير  بين المواطنين  في محلات التبضع  دون كمامة، وفي المقاهي  دون كمامة، ودون عيار لحق المواطن الأخر الذي يحترم  التدابير، ودون أي اعتبار لحالات  الإصابات  بكوفيد 19، التي  تسجل  بشكل يومي .

حال الناس وأمرهم غريب  في الشارع العام ، العناق تلو العناق وكأنهم كانوا في رحلة علمية استكشافية  طويلة الأمد إلى ' نازا ' أو كانوا في سفر لدهور واعوام في جزر الأحلام والأوهام، او كأنهم كانوا رفقة السندباد البحري في مغامراته وصراعه مع الأمواج، فلم تعد كلمة السلام كافية بينهم، بل المصافحة باليد والوجه مرتين او ثلاث،  ولا تباعد اجتماعي ولا اهتمام بالنظافة وكأن الفيروس  قد دُفن ، فعدم احترام إرشادات وزارتي الصّحة والدّاخلية،  وشروع حافلات النّقل  وسيارات الأجرة  والالتصاق الجسدي دون مسافة الأمان وتنقل المسافرين من منطقة لأخرى.. كلها عوامل تسهل انتقال الفيروس وانتشاره بسهولة بين المواطنين.

التراخي في ارتداء الكمامات والتراخي في اتباع التدابير الوقائية هي مسؤولية ملقاة على عاتق كل مواطن، فلا يمكن ان يوضع رقيب بعصاه على رأس كل شخص، فالرقيب الزاجر هو الضمير  ولا يجب التراخي  مهما كان الاثر النفسي فقد يستمر المرض ويتعايش معنا لمدة طويلة، مادامت اعراضه  لا تظهر بسرعة على حامله، فتكاليف العلاج مكلفة  ويجب تبني استراتيجية جديدة  اكثر صرامة  خاصة في الأيام القليلة المقبلة التي ستعرف فيها كل المدن المغربية حركية واسعة  بقرب عيد الاضحى الذي يتمنى فيه الجميع الا يكون التهور سببا في ضحايا بين المواطنين ، بسبب هذا التراخي في اتباع التدابير الوقائية، وهذا السلوك  طبعا لا يمكن تعميمه، فهناك شرائح من المجتمع تلتزم بكل التدابير حفاظا على  السلامة الصحية العامة .